


الكيس من دان نفسه
الطبعة: N- A
دار النشر: N- A
للحصول علي النسخة المطبوعه : N- A
تحميل نسخة إلكترونية: تحميل الكتاب
نبذه عن الكتاب:
يستعرض كتاب «الكيس من دان نفسه» رسالة قيّمة ترشد المسلم إلى محاسبة الذات واستثمار العمر فيما ينفعه في الدارين. مستلهماً من حديث النبي ﷺ عن الكيس الذي دان نفسه وعمل لما بعد الموت، يبيّن المؤلِّف أهمية الوقوف على ما مضى من أوقاتنا وأعمالنا، وسؤال النفس عن حصيلة الأمس ومآلاته، وكيف نسعى لتعويض التقصير وتطويل العمر بزيادة الطاعات والخيرات. بذلك يتحول الإنسان من متبع لهواه إلى صاحب رؤية واعية، يخطط لأيامه وفق منظور أخروي يحمل في طياته الأمل في رضا الله ودرجات العلى. ومن خلال وقفات سريعة وعبرٍ مستخلصة، يقدم الكتاب أسلوبًا عمليًّا للمؤمن لينهل منه العظة ويستلهم الدرس، فهو دعوة مستمرة للجد والاجتهاد في الأعمال الصالحة، ولفهم قيمة الوقت الذي يجب توظيفه في رفع الدرجات وتكفير السيئات. فالكتاب لا يكتفي بعرض الحديث فحسب، بل يرافق القارئ خطوة بخطوة في تأمل حاله ومراجعة نيّاته، ليكون كيسًا حكيماً يبني مستقبله على دعائم التقوى والتعاون على الخير، مستشعرًا أن ما قدمه اليوم سيشفع له غدًا عند ربه.
تحميل نبذه عن الكتابعن الكيس من دان نفسه
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:
فبين أيدينا حديث من أحاديث الرسول ﷺ ذو شأن عظيم في حياة المسلم الدنيوية والأخروية لما فيه من موضوع هام، ألا وهو عمر الإنسان ومنهجية استثماره، ذلك هو حديث «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت» إلى آخره.
ولا شك أن هذا الحديث يذكرنا بما يجب أن نكون عليه تجاه أنفسنا وأحوالنا وطرائق حياتنا، فنحاسب أنفسنا على ما مضى من أوقاتنا وأعمارنا، ماذا قدمنا؟ وماذا أخرنا؟ وفي الوقت نفسه كيف نستثمر ما بقي منه؟ وكيف نطيله؟
وفي هذه الكلمات وقفات سريعة لعلها تكون عظة لمتعظ، ودرسًا لمتأمل، وعبرة لمعتبر، فنجِدّ ونحث المسير إلى الدار الآخرة فتكون أعمارنا مليئة بالخير، ونقدّم لله تعالى أعمالًا ترفع درجاتنا وتكفر سيئاتنا وتشفع لنا عنده سبحانه وتعالى، والعاقل الحصيف هو الذي ينظر إلى أيامه وشهوره وأعوامه بهذا المنظار فتكون أعماله القادمة أفضل وأجل وأكثر وأقوى من أعماله السابقة، فهذا نتيجة النظر والتأمل، والمسلم هو كذلك إن شاء الله، وهو الكيس الذي جاء ذكره في هذا الحديث، وهو الذي دان نفسه وعمل لما بعد الموت، وليس العاجز الذي أتبع نفسه هواها وتمنى على الله التماني.
أسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الكلمات وأن يجعلها من المدخرات في الحياة وبعد الممات ومن الحسنات الجاريات، كما أسأله أن يصلح لنا الأقوال والأعمال والنيات إنه سميع قريب، كما أحسب أنني لن أعدم نصيحة أو ملحوظة هادفة من الإخوة والأخوات، فهذا عنوان التعاون على البر والتقوى، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.