home-icon
book-img

القيادة نسخة منسقة

الطبعة: N- A

دار النشر: N- AN- A

للحصول علي النسخة المطبوعه : N- A

تحميل نسخة إلكترونية: تحميل الكتاب

نبذه عن الكتاب:

يتناول كتاب القيادة – نسخة منسقة موضوعًا بالغ الأهمية في واقعنا المعاصر، في زمن اشتدت فيه الأزمات، واحتدمت فيه الصراعات، وضاعت فيه البوصلة لدى كثير من الأمم، فأصبحت الحاجة ماسة إلى قيادة رشيدة، ومبادئ راسخة، ترشد الإنسان إلى برّ الأمان، وتنتشله من ظلمات التيه والضياع. لقد جاء هذا الكتاب ليقدّم رؤية أصيلة للقيادة، ليست منبثقة من مدارس بشرية محدودة، ولا مستوردة من بيئات غريبة عن روح الأمة، بل هي قيادة مستلهمة من الوحي، ومن سيرة خير قائد، محمد ﷺ، ومن تطبيقات الصحابة الكرام لهذه المبادئ الربانية، لتكون نموذجًا واقعيًا قابلًا للتطبيق في حياتنا اليومية، سواء في بيت أو مدرسة أو مؤسسة أو مجتمع. إن ما يتميّز به هذا الكتاب عن غيره، هو أنه لا يكتفي بتعريف القيادة من زاوية إدارية أو تقنية، بل يُسلّط الضوء على القيادة التربوية التي تمزج بين التأثير الإيجابي، والرؤية الهادفة، والقدوة العملية. هذه القيادة التي تتطلب صفات نادرة، مثل: العدل، والرحمة، والحكمة، والثبات، والبصيرة، والتجرد لله، وهي كلها صفات لا يمكن غرسها إلا في ظل منهج الإسلام المتكامل، الذي يربّي الفرد قبل أن يكلّفه، ويُزكّي النفس قبل أن يحمّلها المسؤولية. يُعرّف هذا الكتاب القارئ بمفهوم القيادة التربوية من منطلق قرآني وسنّي، ويوضح ضرورة وجودها وشموليتها في كل مناحي الحياة. ثم ينتقل إلى عرض أهم خصائص القائد الناجح وصفاته، ثم يستعرض أبرز الأخطاء التي يقع فيها كثير من القادة في ميدان التربية والتأثير. ويمتاز أسلوب الكتاب بالإيجاز غير المخل، والتركيز دون تعقيد، بحيث يصل المعنى إلى القارئ بسلاسة، ويتيح له التأمل والتطبيق المباشر. هذا العمل ليس موجهًا إلى قادة المؤسسات فحسب، بل إلى كل من يضطلع بمهمة القيادة في بيته، في مدرسته، في مجتمعه، في عمله، أو حتى في محيطه الصغير، لأن القيادة الصالحة تبدأ من الفرد وتنمو لتصنع أمة. فالكتاب دعوة صادقة إلى أن نعيد اكتشاف كنوز الوحي في باب القيادة، وأن نجعل من رسول الله ﷺ قدوتنا ومنهجه نبراسنا، بدلًا من الركض خلف نظريات لا تراعي فطرة الإنسان، ولا تستقيم مع غايته الكبرى. وإنّي لأرجو أن تكون هذه السطور بداية لإعادة بناء التصور الصحيح عن القيادة، ولبنة في مشروع إصلاح يمتد ويثمر، بإذن الله، على مستوى الأفراد والمجتمعات. والله نسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به من قرأه وبلّغه وطبّقه، إنه سميع مجيب.

تحميل نبذه عن الكتاب

عن القيادة نسخة منسقة

الحمد لله والصلاة والسلام على الرسول القائد وعلى آله وأصحابه الفرائد، والتابعين ومن تبعهم ومن سار على نهجهم الرائد، أما بعد:

إن المتمعن في حال العالم اليوم بوعي وبصيرة يدرك مدى الانحطاط الذي أصاب هذا العالم، والغشاوة التي يجدها من كل جانب في مناحي الحياة المختلفة، فضلاً عن الحروب الطاحنة والمتوالية والتي يشعل فتيلها القوى الكبرى من أجل تحقيق مصالحها وأهدافها المادية، على حساب دمار الضعيف وجهله وتخلفه، وهذا نذير إفلاس حقيقي لدى هذه القوى، ودليل على خلوها من معاني الأخلاق والفضائل الكبرى، وما ذلك إلا بسبب خواء الجانب الإيماني والإنساني لدى تلك القوى.

في ظل هذا الواقع للتهديد المستمر الذي يحدق بالعالم، لا بد للناس أن ينيبوا إلى القوة التي يتهاوى أمامها كل القوى، ويخور عندها كل جبروت، لا بد أن يرجعوا إلى خالقهم وبارئهم، ويتحاكموا إلى شريعته ودينه، ولا يرضوا بغير حكمه حكمًا، وبغير شريعته منهجًا ودستورًا، وبذلك يكونوا قد وصلوا إلى العلاج الناجع، والدواء الفاعل، للأخطار التي تهددهم في كل حين.

وأول خطوة في طريق الخلاص أن يكون هناك قيادات تربوية صالحة تعرف ما لها وما عليها، تحمل هموم الناس وتقوم بأسباب تطورهم وتقدمهم، وتعالج أخطاءهم، وتكون بعد ذلك قدوة عليا ومثلاً رفيعًا لرعاياها.

إن هذه القيادة العادلة لا تتوافر في النظم البشرية والقوانين الوضعية، ولن تستطيع أمم الأرض جميعها أن تُنْشأَ هذه القيادة وبهذه الصفات الفريدة التي تتجاوب مع فطر الناس وجبلاتهم من حب الإنصاف والعدل والأخلاق والاستقامة وغيرها، فلا يمكن لمثل هذه القيادة أن توجد إلا في ظل دوحة الإسلام وعدالته، لأن غايتها هي الله ونهجها من الله وهي مسؤولة أمام الله.

ولئن كتب الكاتبون، مسلمين وغير مسلمين في جوانب متعددة عن أهمية القيادة وسماتها، وعوامل نجاحها، فإن الكتابة عما يحتويه القرآن الكريم من إبراز لعناصر القيادة وتطبيق رسول الله ﷺ لهذه العناصر قد غابت عن كتابات الكثيرين.

وهذه السطور هي محاولة لاستقاء بعض عناصر القيادة التربوية والعلمية فحسب، لعلها تنير دروبًا وتفتح آفاقًا لكل مرب وداعية وعالم من أب وأم ومعلم وغيرهم فينجحوا ويتقدموا.

بالإضافة إلى ما تفيده هذه السطور من بيان بعض الجوانب المهمة من عظمة هذا الدين وشموله لجميع مناحي الحياة.

وهي مستقاة من سنة النبي ﷺ وسيرته العطرة، وسيرة أصحابه الكرام رضوان الله عليهم، فهي تأصيل من ذلك المنبع العظيم، وبخاصة أن كثيرًا من الناس أصبح يتلمس مثل هذه الأفكار من الغرب أو الشرق، ويجعلهم المثل الأعلى، بينما لدينا الكنز الذي لا يفنى، والمورد الذي لا ينضب؛ فَلِمَ نعدل إلى السواقي وعندنا البحار؟! والله جل وعلا يقول:
﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].

والمرجو أن يكون في ذلك تذكير وإرشاد، وتعاون على البر والتقوى، ولذا قد جاءت الخطة على النحو الآتي:

المقدمة.

التمهيد، ويشمل:

أولاً: مفهوم القيادة التربوية.

ثانيًا: ضرورة القيادة.

ثالثًا: شمولية القيادة.

المبحث الأول: خصائص القيادة التربوية الناجحة وصفات القائد الناجح.

المبحث الثاني: أخطاء في القيادة التربوية.

الخاتمة.

واقتفيت في هذه الوريقات منهج الإيجاز والاختصار بما يؤدي إلى المعنى المراد فليس القصد البحث والاستقصاء وإنما هي الإشارة إلى ما يؤدي فهم العبارة.

أسأل الله أن ينفع به ويجعله خالصًا لوجهه الكريم ومن المدخر ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا وقائدنا وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.