


لا حسد إلا في اثنتين 2003
الطبعة: N- A
دار النشر: N- A
للحصول علي النسخة المطبوعه : N- A
تحميل نسخة إلكترونية: تحميل الكتاب
نبذه عن الكتاب:
ينطلق هذا الكتاب من حقيقة أن الإسلام دين العلم والعمل والإنفاق في وجوه الخير، وحذر من آفة الحسد التي تُفسد القلوب والعلاقات، مستثنيًا منها الغبطة في العلم النافع والمال الصالح كما ورد في الحديث الكريم: «لا حسد إلا في اثنتين...»؛ فيرسم المؤلف معالمَ أسمى للأهداف التي ينبغي للمسلم أن يتنافس فيها، ويسعى لتحصيلها بوسائل مشروعة، بعيدًا عن صغائر الأمور وتفاهاتها. ويستند في ذلك إلى دعوة الرسول ﷺ للتزود بالعلم والعمل به، وجمع المال وإنفاقه في سُبل البر والإحسان، مع توضيح أن المنافسة يجب أن ترتكز على ما يعود بالخير على النفس والأسرة والمجتمع، في الأمدين القريب والبعيد. وقد قسم الكاتب هذه الوقفات حول الحديث إلى مباحث عملية وعلمية، يوضح فيها مفهوم الغبطة المباحة وأطرها، وسبل السعي للعلم المفيد والمال الطيب، ثم كيف يتحول ذلك إلى أدوات لرفع الإنسان ورفع شأن أمته. ويعتمد في عرضه على منهج العزو والتخريج والوقوف عند كل كلمة في نص الحديث، ليكون هذا السفر منير الدرب ومحفزًا للصعود إلى المعالي، واضعًا لبنات جديدة في حياة كل مسلم، ولا سيما طلاب العلم وأهل المال الذين يسعون لجني ثمار جهدهم في الدنيا والآخرة.
تحميل نبذه عن الكتابعن لا حسد إلا في اثنتين 2003
الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، وفضل أمة محمد غ على سائر الأمم، وجعل فيهم علماء كالنجوم يهدون الناس في الظلم، أحمده تعالى وأشكره على ما أولانا به من النعم، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، أرسله الله بالهدى والعلم، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله تعالى أرسل إلينا محمدًا غ معلمًا ومرشدًا وهاديًا، يعلمنا ما ينفعنا في دنيانا وأخرانا، فلم يدع شيئًا مما ينفعنا إلا دلنا عليه، وما من شيء يضرنا إلا وحذرنا منه، وإن مما رغبنا فيه أمرين:
أولًا: التزود بالعلم والعمل به.
ثانيًا: جمع المال من أبوابه المشروعة، وإنفاقه في وجوهه.
وإن مما حذرنا منه: الحسد، وجعله محرمًا من جميع الوجوه، واستثنى غ جانبًا مشابهًا للحسد لكنه ليس منه، وهو الغبطة في العلم النافع، والمال الصالح.
ورسول الله غ إذ يعلّم ذلك ويبصّر فيه؛ فإنه يرسم لنا معلمًا من أهم المعالم في الحياة، وهو تسطير الأهداف التي ينبغي المنافسة فيها، والسعي لتحصيلها، وتهيئة العوامل المساعدة للوصول إليها، ومن ثم البعد عن صغائر الأمور؛ لتكون هدفًا للمسلم في هذه لحياة، بل يسعى جهده أن تكون أهدافه عالية المنال، ذات أثر عظيم على النفس، والأسرة، والمجتمع، وفي الأمد القريب والبعيد. وهذا ما يستقى من حديث: «لا حسد إلا في اثنتين…»، الحديث الذي جعلته مدارًا للتأمل في هذه الصفحات، مفقطًا إياه إلى وقفات، آمل أن تكون منيرة للدرب، محفزة للصعود إلى المعالي، مضيفة لبنات جديدة في حياة المسلم بعامة، ولطالب العلم وأهل المال بخاصة؛ ليجدوا ثمرة جهدهم وأعمالهم، بل وآمالهم في هذه الحياة، وما بعد هذه الحياة، وقد سرت في البحث كغيره من الأبحاث التي سبقت في هذه السلسة، من تقسيمه إلى وقفات، واقتفاء المنهج العلمي في العزو والتخريج، وغير ذلك.
والله يتولى الجميع بحفظه، ويسدد على درب الخير والعلا خطاهم، إنه سميع قريب مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.