home-icon
book-img

قواعد منهجية في التعامل

الطبعة: N- A

دار النشر: N- A

للحصول علي النسخة المطبوعه : N- A

تحميل نسخة إلكترونية: تحميل الكتاب

نبذه عن الكتاب:

“قواعد منهجية في التعامل” هو كتاب يسعى إلى ترسيخ منهجية شرعية منظمة لاجتياز متطلبات العصر ومتغيراته دون المساس بأسس الدين وأصوله، انطلاقًا من الثوابت الشرعية في كتاب الله وسنة رسوله وإجماع العلماء. يوضح الكتاب، عبر مقدمة غنية بالأدلة، كيف أن الإسلام يوازن بين الالتزام بالنصوص الثابتة وبين الاستجابة للفطرة الإنسانية واحتياجاتها المتجددة، مستشهدًا بحديث بعثة معاذ بن جبل إلى اليمن كأبرز نموذج لمنهج الاجتهاد الضابط بالكتاب ثم السنة ثم الرأي المستنبط بلا تعسف. يتناول الكتاب كذلك التحديات المعاصرة التي طرأت في ميادين متعددة، من الطب إلى الاقتصاد مرورًا بالشأن الاجتماعي والتربوي، ويؤكد على ضرورة تضافر ثلاثة عناصر من أجل التعامل الفعال معها: المجاميع الشرعية وأهل العلم، والمتخصصون في المجالات العلمية، والمكلفون في أحوالهم وظروفهم المتباينة. ويهدف المؤلف من خلال هذا التنظيم إلى تقديم رؤية شرعية واضحة وعلمية تعين الفقهاء والمفتين والباحثين على إصدار الأحكام المناسبة للمستجدات، مع مراعاة مقاصد الشارع وضوابطه، بما يحقق مصلحة الفرد والمجتمع على السواء.

تحميل نبذه عن الكتاب

عن قواعد منهجية في التعامل

الحمد لله أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، وجعل الإسلام لنا دينا، وأصلي وأسلم على نبينا محمد الذي تمثل هذا الدين منهجًا قويمًا، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم وسار على منهاجهم إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن الدين الإسلامي، متميّز عن غيره من الملل والشرائع والقوانين، من حيث محافظته على عقيدة المسلم وعباداته وأحكام معاملاته، لاعتماده على نصوص شرعية ثابتة من الكتاب والسنة، ومن إجماع العلماء، ومن جانب آخر يتميز بتناسبه دائمًا مع فطرة الإنسان وتطلعاته وأشواقه، في كل زمان ومكان، من خلال الأحكام المتروكة للاجتهاد ضمن الضوابط الشرعية، وتحقيق مقاصد الشرع فيها، وفي بعثة معاذ بن جبل إلى اليمن إشارة واضحة إلى هذا الأمر، فقد بعثه النبي غ إلى اليمن وقال له: «كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟» قال: أقضي بما في كتاب الله. قال: «فإن لم يكن في كتاب الله؟» قال: بسنة رسول الله. قال: «فإن لم يكن في سنة رسول الله؟» قال: أجتهد رأيي لا آلوا. قال: فضرب رسول الله غ صدره قال: «الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله» (أخرجه أبو داود).

وفي كل عصر تحدث القضايا المستجدة في واقع الناس من جميع النواحي، وفي هذا الزمن حدثت تغيرات في الأفكار والمفاهيم، بسبب التطور العلمي الكبير في مجال الاتصالات في نقل العلوم والمعارف والأخبار والآراء بين الشعوب، وتداخل الملل والنحل مع بعضها، واختلاف المعيشة عند الناس نتيجة هذا التطور، وغيرها من التغيرات التي تجري متسارعة في خضم صراع محتدم بين الأفراد والشعوب والدول.

إن هذا الواقع يفرض على أهل العلم الشرعي والفتوى والاجتهاد إيجاد منهجية شرعية للتعامل معه، بشكل يحافظ على أصول الدين وأركانه وأسسه وقواعده من جهة، ويبين للناس الأحكام المناسبة مع المتغيرات والمستجدات في حياتهم من جهة أخرى.

ففي المجال الطبي هناك مسائل كثيرة مثل زراعة الأعضاء وأطفال الأنابيب والاستنساخ ونحوها، وفي المجال الاقتصادي ظهرت البورصات وأسواق الأسهم، وفي المجال الاجتماعي ظهر إشكال زيجات مختلفة، وفي واقع العلاقات بين المجتمعات والدول من انفتاح له تأثيره على مجريات الحياة المختلفة، وفي المجال التربوي ظهرت وسائل، وجدت أحوال تستدعي النظر الجاد، وغيرها من القضايا التي تحتاج إلى رؤية شرعية واضحة من المجاميع العلمية، بعد استشارة أهل التخصص في كل مجال.

وهذا يعني أن التعامل مع المتغيرات يرتكز على ثلاثة عناصر: الأول: أهل العلم الشرعي أو المجاميع الشرعية، والثاني: أهل التخصص في العلوم المختلفة، والثالث: المسلمون حسب أحوالهم وظروفهم وأماكن تواجدهم.

أسأل الله أن ينفع به المسلمين عامة وأهل العلم خاصة، إنه سميع قريب مجيب. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.