


بادروا بالأعمال ستًّا
الطبعة: N- A
دار النشر: N- A
للحصول علي النسخة المطبوعه : N- A
تحميل نسخة إلكترونية: تحميل الكتاب
نبذه عن الكتاب:
ينهل كتاب «بادروا بالأعمال ستًّا» من آيات القرآن الكريم وحديث النبي ﷺ ليؤكّد على فضل المسارعة إلى الخيرات والاقتداء بالسلف الصالح في التنافس على الطاعات. يستهلّ الكاتب بما أمر الله به عباده من مسارعة إلى مغفرة ربه وجنّة عرضها السماوات والأرض، مستشهداً بقوله تعالى ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ…﴾ [آل عمران: 133]، ثم ينتقل إلى نماذج من قصص الأنبياء والصالحين الذين كان همّهم السبق في العبادات والإحسان إلى الخلق، فكانوا أسرع الناس في الاستجابة لأوامر الله. في صلب الكتاب يتناول الحديث النبوي: «بادروا بالأعمال ستًّا…» موضحاً دلالات كل علامة من طلوع الشمس من المغرب إلى فتنة الدجّال وغيرها، وكيف يهيّئ المؤمن نفسه نيّةً وعزيمةً ليُسابق بها الزمان ويكون جاهزاً قبل أن تعترضه الفتن أو يلهيه الانشغال. ويبيّن المؤلف أن هذا التنافس الشريف في الأعمال الصالحة هو أرفع من أي سباق دنيوي، إذ إن المجد الحقيقي للمسلم يكمن في الدرجات العليَا التي أعدّها الله للمحسنين. وختاماً، يدعو الكتاب القارئ إلى أن يستلهم هدي السلف في التعجيل بالخير وترك المنكر، راجياً أن تكون هذه الورقات مفتاحاً لبلوغ مراتب الفلاح والنعيم الأبدي.
تحميل نبذه عن الكتابعن بادروا بالأعمال ستًّا
الحمد لله الذي أمر عباده بالمسارعة إلى الخيرات، وأعد لهم على ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار، وأصلي وأسلم على النبي المختار، وعلى آله وأصحابه الأخيار، والتابعين ومن تبعهم واقتفى أثرهم ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد:
فمن فضل الله تعالى على العباد أنه أمرهم بما يرضى به عنهم ويرفع درجاتهم، ويحط خطاياهم، ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وينجيهم من النار، ومن هذه الأوامر المسارعة إلى الخيرات، قال الله عز وجل: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۞ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: 132-134].
ومن هنا اهتم السلف الصالح رحمهم الله تعالى بالمسارعة في جميع أنواع الأعمال الخيرة: من الإيمان الصادق، والعمل الصالح من صلاة وزكاة وصدقة وجميع أشكال البر والمعروف والإحسان إلى الخلق، فقد قال الله تعالى فيهم: ﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: 90]. وقد أمرنا الله سبحانه بالاقتداء بهؤلاء السلف الصالح رحمهم الله فقال: ﴿ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام:90] وقال سبحانه: ﴿ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [لقمان:15]. وإذا كان البشر بمختلف وظائفهم وأعمالهم يتسابقون ويتنافسون في ميادين كثيرة كلها تنصب في أمور الدنيا فمن الأولى أن ينافس المسلم فيما هو أعلا وأجل، وذلك بما أمره الله تعالى: ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين:26]، وهذه الورقات هي في تجلية هذا الأمر وبيانه، من منطلق قوله ﷺ: «بادروا بالأعمال ستًا: طلوع الشمس من مغربها، أو الدخان، أو الدجال، أو الدابة، أو خاصة أحدكم، أو أمر العامة». علها أن تكون مفتاحًا للقارئ الكريم في معاونته للدخول في هذه المنافسة الشريفة، فيحصل على الدرجات المنيفة.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتاسبق إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، حقق الله الآمال، وسدد الخطى، إنه سميع الدعاء.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.