


وقفات مع المستشرقين والسنة النبوية
الطبعة: N- A
دار النشر: N- A
للحصول علي النسخة المطبوعه : N- A
تحميل نسخة إلكترونية: تحميل الكتاب
نبذه عن الكتاب:
يتناول كتاب «وقفات مع المستشرقين والسنة النبوية» عدواً خفياً تحارب بهُوية الأمة الإسلاميّة وعقيدتها، يتمثل في تيّار الاستشراق الذي يستخدم الأبحاث التاريخية المشكَّكة والروايات غير الصحيحة ليهدم الثوابت الدينية ويصوِّر الإسلام كمجرد أسطورة محكوماً عليها بالاقتباس من الديانات الأخرى أو من أقوال شخصيات كالرهبان. يبيّن الكتاب كيف أنّ هذا الاستشراق مدعومٌ من مؤسسات ودول كبرى، وكيف استخدم المستشرقون أدوات فكرية وشبهات مضلّلة للهجوم على القرآن الكريم وخصوصاً على السنة النبوية، مستغلين الأحاديث الموضوعة والخلافات التاريخية لإضعاف المصدر الثاني للتشريع الإسلامي. وفي مواجهة هذه الحرب الفكرية، يستعرض الكتاب جهود علماء الأمة في كشف زيف الاحتمالات المغلوطة والسموم المعرفية، مؤكدًا أن الحقَّ في النهاية ينتصر، ومثنياً على رعاية المملكة عبر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ومن خلال ندوة «عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية» التي أُقيمت لتجمّع الباحثين في هذا المجال.
تحميل نبذه عن الكتابعن وقفات مع المستشرقين والسنة النبوية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن من أهم ما ينبغي على المسلم إدراكه في الحياة العدوَّ الذي يتربص به وبدينه من كل جانب، ويحاول أن ينقضّ عليه لاستئصاله، وانتزاع عقيدته من واقع حياته. وهذا العدو يظهر بأشكال كثيرة ومتنوعة، فأحيانًا يكون بصورة استعمار عسكري يغزو البلاد وينهب الخيرات، وأحيانًا يكون تحت شعارات إنسانية وحقوق الإنسان، ويأتي أحيانًا أخرى بهدف الحوار الحضاري أو المعرفي، وكلها صور مختلفة ولكن الهدف واحد، هو استعمار البلاد واستعمار العقول حسب ما تملي عليهم مبادئهم ومصالحهم. ولكن أخطر هذه الأنواع ذلك الذي يتغلغل داخل الأمة عبر الثقافة والمعرفة، ومنه ما يسمى بالاستشراق، فإنه عدو خطير بكل أدواته ووسائله؛ لأنه يحارب بالشبهة من خلال بعض ما يتوافر لديه من أحداث تاريخية أو روايات غير صحيحة، ولكنه يضعها في ثوب يثير الانتباه ويشكك الضعفاء من أبناء الأمة في أمر دينهم وتاريخهم، مستفيدًا من بعض الصراعات التي حدثت في التاريخ الإسلامي في القرون الأولى لهذا الدين.
وهذا العدو خطير؛ لأنه مدعوم بأشياء كثيرة ومن أطراف متعددة، فتدعمه بعض الدول الكبرى والمؤسسات العلمية في الغرب والشرق، والتي لها شهرة معرفية لدى معظم دول العالم، هذا فضلاً عن الكوادر التي ترأس هذه المؤسسات وعلاقاتهم مع الساسة الكبار في دولهم الاستعمارية.
وقد وضع هذا العدو المتمثل بالاستشراق والمستشرقين أمامهم عدة أهداف من أجل الوصول إلى تحقيقها، وهذه الأهداف كثيرة ومتفاوتة من حيث الأهمية بالنسبة لهم، ولكن الغاية الأخيرة لهم هي جعل الدين الإسلامي مجرد أسطورة ليس له حقيقة ربانية، وإنما هو مزيج من الآراء والأفكار التي اقتبست من بعض الأشخاص كبحيري الراهب وغيره، ومن الأديان الأخرى كاليهودية والنصرانية، لذلك بادر هؤلاء المستشرقون إلى الطعن في أركان هذا الدين ومصادره الأصلية التي هي مصدر الأحكام والتشريعات، إذ أعلنوا حربًا فكرية شعواء على القرآن الكريم، وعدَّ الوحي ضربًا من الصرع أو الجنون، ولكنهم شددوا هذه الحرب وبوسائل أقوى على السنة المطهرة؛ لكونها المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي، ويقوم تفصيل التشريع عليها، مستغلين بعض الأحاديث الموضوعة والخلافات التاريخية بين المسلمين.
وقد بذل علماء الأمة بمختلف اتجاهاتهم وتخصصاتهم جهودًا جبارة في التصدي لهذا العدو الخطير وسمومه، مع أن بعضًا من أبناء الأمة تأثروا ببعض هذه السموم، ولكنها في النهاية كان مصيرها السقوط والهزيمة والحمد لله.
وقد أحسنت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد بإقامة ندوة «عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية»، وموضوع الاستشراق أحد محاور هذه الندوة، والذي يأتي هذا البحث مشاركة متواضعة فيه، فأسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الندوة وبحوثها وأن تكون لها ثمار إيجابية، وجزى الله الجميع خير الجزاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.