home-icon
book-img

الإبداع ومجالاته

الطبعة: N- A

دار النشر: N- A

للحصول علي النسخة المطبوعه : N- A

تحميل نسخة إلكترونية: تحميل الكتاب

نبذه عن الكتاب:

يتصوّر كتاب «الإبداع ومجالاته» واقع الأمم اليوم في سباقٍ مستمرّ نحو التقدّم والتطوّر في شتّى ميادين الحياة، مبيّنًا أنّ الأمة المسلمة جزء من هذه الحركة العالمية، تتوقّف مدى مشاركتها فيها على ما تمتلكه من مقوّمات وطاقات. يركّز المؤلف في بداياته على خصوصية هذه الأمة التي اختصّها الله تعالى بالخير والفضل كما ورد في قوله: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ…﴾ (آل عمران: 110)، مستدلاً بالتاريخ الزاخر بإنجازات المسلمين واضطرادهم في الابتكار العلمي والفكري، من الطبّ والفلك إلى الرياضيات والفلسفة والأدب، بالإضافة إلى توفّر مناهج الاجتهاد الفقهي والشرعي التي أثمرت عن مدارك معرفية فريدة. وينتقل الكتاب بعد ذلك إلى إبراز دور التوجيهين القرآني والنبوي في حثّ الأمة على استثمار مواهب أبنائها وإطلاق طاقاتهم الإبداعية، مستعرضًا نماذج من الأحاديث النبوية التي تشجع على البحث والعلم والتجديد في كلّ تخصص. ويؤكّد المؤلّف أنَّ هذه التوجيهات لا تقتصر على جانبٍ واحد من جوانب الحياة، بل تشمل المجالات الشرعية والعلمية والمعرفية على حدّ سواء، ما يجعل من السنة النبوية منجمًا غنيًّا ينبغي أن يستقي منه المبدعون والأفذاذ دُروسًا وأفكارًا تُحفّز على المضي قدمًا في ميادين الإبداع والابتكار. في خاتمة المقدمة، يعبّر المؤلف عن أمله في أن يكون هذا البحث دافعًا وحافزًا لكلّ من يرغب في الانضمام إلى فريق المبدعين، مستشهدًا بعبارات دعاءٍ صادق للسعي الجادّ في مسيرة الإبداع والابتكار، مع ختام الصلاة والسلام على النبي محمد ﷺ.

تحميل نبذه عن الكتاب

عن الإبداع ومجالاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فإن المتأمل في هذا العصر يجد أن الشعوب والأمم، الصغار منهم والكبار، والرجال منهم والنساء، تتسابق للالتحاق بركب التطور والتقدم الذي يحدث في كل لحظة على الأرض وفي ميادين الحياة المختلفة، والأمة المسلمة جزء من هذه المنظومة البشرية التي تتحرك حسب موقعها بين الأمم، وحسب ما تمتلكه من المقدرات والمقومات للخوض في هذا السباق الرهيب في العالم.

وهذه الأمة تتميز عن سائر الأمم والشعوب، تتميز عنهم في خصائصها، وتاريخها، وحضارتها، لأنها أمة القرآن التي وصفها الله بالخيرية، في قوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (سورة آل عمران: 110).

كما حفلت مسيرة هذه الأمة بالإنجازات العظيمة في شتى المجالات، فلم تظهر أمة تمتلك هذا الكم الهائل من الإنجازات والابتكارات في علوم الطب والفلك والفيزياء والرياضيات والفلسفة والاجتماع والأدب وغيرها، إضافة إلى الإبداع الهائل في مجال الاجتهاد في العلوم الشرعية، كل ذلك بفضل التوجيهات القرآنية والنبوية التي تحث الأمة على استثمار قدرات أبنائها ومهاراتهم المتميزة للإبداع والابتكار في شتى مناحي الحياة.

ولا يمكن الإحاطة بجميع التوجيهات الشرعية في هذا الباب، ولكني اقتصرت في هذا البحث على بعض التوجيهات النبوية المباركة التي تحث الأمة على الإبداع والابتكار، كل حسب تخصصه، والمجال الذي يرغبه ويميل إليه، ففي السنة النبوية كنوز عظيمة نستخرج منها في هذه الورقات ما أشرت إليه، لعله يكون حافزًا ومشجعًا لمن أراد أن ينضم إلى فريق المبدعين.

أسأل الله العظيم أن ينفع به ويكون دافعًا وحافزًا للجد في المسيرة الإبداعية والابتكارية، إنه سميع قريب.

وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.