home-icon
book-img

إذا صلت المرأة خمسها

الطبعة: N- A

دار النشر: N- A

للحصول علي النسخة المطبوعه : N- A

تحميل نسخة إلكترونية: تحميل الكتاب

نبذه عن الكتاب:

كتاب "إذا صلت المرأة خمسها" يبرز مكانة المرأة في الإسلام انطلاقاً من تأكيد الخالق عز وجل على تكريمها واعتبارها شريكاً أساسياً في بناء المجتمع الإنساني، حيث لا يفرّق بين ذكرٍ وأنثى إلا بالتقوى، وقد منَّ الإسلام على المرأة بحقوق لم تعرفها قبل نزول الوحي ولا بعده في أي تشريع أو نظام. يستهلُّ المؤلف كتابه بتمهيدٍ شامل يستند إلى آيات قرآنية كريمة تُجسِّد هذا التكريم، مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: ١٣]، وآيات أخرى تؤكد أن ثواب العمل الصالح مترتب على إيمان الفرد بغض النظر عن جنسه، فيرسخ بذلك شعور المرأة بمسؤوليتها وقدراتها الفردية والمجتمعية. ثم ينتقل الكتاب للوقوف عند حديث النبي ﷺ: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت»، وذلك عبر تسع وقفات تطبيقية؛ تبدأ ببيان نص الحديث ورواياته وضبط تخريجه، ثم عرض المعنى الإجمالي وأبعاد التكريم الإلهي للمرأة، مروراً ببيان اختلاف دور الرجل والمرأة في التشريع كحكمة إلهية تستدعي التكامل والتعاضد، ثم الاشتغال على منطلقات أساسية لفهم الواجبات، يلي ذلك فصل في العبادات المرتبطة بالمرأة، وفصل عن طاعة الزوج وغرس قيمة حفظ العفاف، وتنتهي الوقفات بتوجيهات تربوية ترغيبية تساعد في تعزيز المنهج الإسلامي في التربية. يختم المؤلف كتابه باستعراض أهم النتائج والرؤى المستخلصة من هذا الحديث الكريم، ساعياً إلى تحقيق السداد والإفادة لكل قارئة ومجتمع مسلمٍ يحرص على تمكين المرأة ورفع شأنها.

تحميل نبذه عن الكتاب

عن إذا صلت المرأة خمسها

الحمد لله الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، خلق الإنسان من نطفة ثم كان علقة فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحكم والحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المجتبى وخليله المصطفى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن بهداهم اهتدى وسلم تسليماً كثيرا…. أما بعد:

فمن فضل الله سبحانه وتعالى وكرمه وجوده على هذه الإنسانية إعلاء مكانة المرأة المسلمة فيما شرعه لها، وعليها.

والإسلام هو الدين الوحيد الذي أعطى المرأة حقوقاً ومزايا لم يعطها من قبله ولا من بعده تشريع أو نظام أياً كان هذا التشريع أو النظام. فمهما بلغت معرفة المخلوق فهي ناقصة أمام علم الخالق الذي جعل الرجل والمرأة من نفس واحدة وميزهما بخصائص – لا تعد نقصاً في جانب دون جانب – يترتب عليها واجبات والتزامات ليست من باب المفاضلة ولكنها من قبيل الشيء يتمم بعضه ويحتاج إليه، وفي ذلك حكمة الله سبحانه وتعالى لإعمار هذا الكون، وإذا كان هناك مجال للتفضيل فقد بينه الإسلام في القرآن الكريم في كثير من آياته منها قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: ١٣]، وهو تأكيد على أن المرأة أحد العنصرين الأساسيين في تكوين المجموعة البشرية. 

ومن المعلوم أن القرآن الكريم خص المرأة في آيات كثيرة تبين مكانتها في المجتمع، قال تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ﴾ [آل عمران: ١٩٥] وقال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: ٩٧] وقال تعالى: ﴿وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[غافر: ٤٠]. 

وذلك لكي تشعر المرأة المسلمة بمسؤوليتها في المجتمع ولكي يدرك المجتمع وجودها وباعتبارها عضواً أساسياً في تكوينه، وعلى هذا الأساس فإن المرأة المسلمة قد حصلت في ظل الإسلام على حقوق وإمكانيات تليق بها إنسانة محترمة مكلفة تقوم بواجباتها الفردية والمجتمعية.

   

ومن هنا فقد تناولت حديثا من أحاديث النبي ﷺ، فيه تأكيد لواجبات المرأة الأساسية، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت» وذلك من خلال وقفات: 

الأولى: نص الحديث وتخريجه، والثانية: المعنى الإجمالي، والثالثة: المرأة والتكريم، والرابعة: لَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى، والخامسة: منطلقات أساسية، والسادسة: المرأة في العبادات، والسابعة: طاعة الزوج، والثامنة، حفظ الفرج، والتاسعة: الترغيب والمنهج التربوي. ثم نستعرض في الخاتمة أهم مستخلصات هذه الرؤية التي انطلقت من هذا الحديث الشريف. 

سائلا الله تعالى التوفيق والسداد وأن ينفع بهذا الجهد، إنه قريب مجيب. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.