home-icon
الحج: حكم وأسرار

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي أمر خليله ببناء البيت الحرام، أحمده سبحانه وأشكره على نعمه وخيراته الجسام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مبرأة من الشرك والكذب والجهل وتطرق الأوهام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام، وحج إلى بيت الله الحرام، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، والتابعين ومن سار على نهجهم من سائر الأنام، أما بعد:

عباد الله: اتقوا الله وراقبوه وأطيعوه ولا تعصوه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾[التوبة: 119].

أيها المسلمون!

في هذه الأيام المباركة، أيام أشهر الحج بدأت تنطلق قوافل الملبين من مشارق الأرض ومغاربها قاصدين هذا البيت مؤكدين الولاء لرب هذا البيت، تتزايد تلك القوافل رويدًا رويدًا ، فإذا قرب الموسم، تحول إلى سباق نشط دؤوب، فهذه المواكب مواكب الإيمان وقوافل الرحمن، جاؤوا رغبة وطواعية، ألسنتهم بالذكر والدعاء والتلبية داعية، وأعينهم بالدمع باكية، تسأل الله الرحمة والمغفرة والقبول والعافية، تركوا الديار والبلاد، والأهل والأولاد، أملًا في حط الأوزار والسيئات، ورفعة الثواب وزيادة الحسنات، تلبيات ونداءات تهز المشاعر وتتجاوب معها الأودية والوهاد، قال ﷺ : «ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله، من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا» رواه الترمذي.

عباد الله!

لقد فرض الله حج بيته الحرام على عباده المؤمنين، قال تعالى: ﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 97] فسمى الله تارك الحج كافرًا، وهذا مما يدل على وجوبه وآكديته، وللترمذي، وصححه، عن علي ط مرفوعًا: «من ملك زادًا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا».

عباد الله!

الحج عبادة جليلة مليئة بالكنوز العظيمة والمعاني العجيبة والأسرا البديعة، فيه ما يأخذ بالألباب، ويدهش العقول ﴿ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 28]. فانظروا إلى هذا الإيجاز الذي بلغ حد الإعجاز، فالحج مدرسة دروسها رائعة، وعبرها نافعة، تذكرة لمن اتعظ، وعبرة لمن اعتبر ، حج أو لم يحج.

عباد الله!

في الحج- عباد الله- تحقيق التوحيد الذي هو أعظم واجب على المكلف: فإن هذا البيت الحرام الذي رفع قواعده إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن وابنه إسماعيل لم يُبن في الحقيقة إلا على التوحيد، ومن أجل التوحيد، ولأهل التوحيد، يقول تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، ويقول تعالى: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج : 26].

فالحج في الإسلام أمارة وحكمة تدعو إلى التوحيد، فاجتماع الناس على اختلاف أجناسهم وألوانهم يوحي إليهم: أنه لا يعبد إلا الله، ولا يخاف ولا يرجى إلا الله، ولا يذبح ولا ينذر إلا لله، فالأمن والأمان مرتهنان بالتوحيد ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82].

ولما فتح النبي ﷺ مكة المكرمة المشرفة دخل المسجد الحرام، وفوق الكعبة، وحولها ثلاثة مائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بالقضيب، ويقول: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81] فجعلت الأصنام تتهاوى على وجوهها، ثم أمر بها، فأخرجت من المسجد، وأحرقت، ثم دخل الكعبة وأزال ما رُسم على جدرانها من الصور، وكل ذلك تجلية لقوله: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج : 26]، وهكذا يجب على كل مسلم أن يجعل كل صنم عظمه في نفسه من الأهواء يهوي ويندحر ونحوها؛ لتتجرد العبودية لله تعالى كل وقت، فلا معبود بحق سواه.

ومن مظاهر التوحيد في الحج: رفع الأصوات بعد الإحرام بالتلبية لله، ونفي الشرك عنه، وإعلان انفراده بالحمد والنعمة والملك: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، ولهذا بعث النبيﷺ سنة تسع من الهجرة من ينادي في الحج: «ألا يطوف بالبيت عريان، وألا يحج بعد العام مشرك» متفق عليه.

عباد الله!

ومن كنوز الحج العظيمة: إقامة ذكر الله ﻷ: فالذكر هو المقصود الأعظم للعبادات، فما شرعت العبادات إلا لأجله، وما تقرب المتقربون بمثله، ويتجلى هذا المعنى في الحج غاية التجلي، فما شرع الطواف بالبيت العتيق، ولا السعي بين الصفا والمروة، ولا رمي الجمرات إلا لإقامة ذكر
الله سبحانه، كما قال النبي ﷺ، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾ [البقرة: 198] فإذا أكثر الحاج من الذكر في تلك المواضع أنس بالله، وطابت نفسه بالذكر، وزاد قربًا من الله جل وعلا، وكان ذلك داعيًا لاعتياد الذكر والإكثار منه بعد الحج، وارتبط في كل عبادة يؤديها المسلم صلاة وصيامًا، زكاة وإنفاقًا، برًا وإحسانًا، فالذكر هو المقصود الأعظم من
العبادات.

عباد الله!

ومن أسرار الحج ومعانيه الكبار: وحدة المسلمين واجتماع كلمتهم: فهم يجتمعون في مكان واحد وزمن واحد مع تباعد ديارهم واختلاف ألسنتهم وألوانهم، تجردوا من ثياب الزينة، وطهروا قلوبهم من الضغينة، وجردوا عقولهم من الأهواء الدفينة، إن هذه الجموع المليئة المستجيبة تأتي منضوية تحت راية العقيدة، حيث تتوارى في ظلها فوارق الأجناس وتمايز الألوان وتباعد الأوطان، إن هذه الأمة تشهد أن قوتها في تجمعها، وتدرك أن عزها في ترابطها بحبل الله المتين، ومن هنا فإن هذا البيت هو الملتقى الجامع لهذه الأمة، فما أحوج المسلمين أن يحققوا وحدة المظهر والمخبر والظاهر الباطن، وإن كان هذا في كل وقت واجب، ففي هذا الوقت أوجب حيث تكالبت فيه أمم الضلال والكفر على أمة التوحيد لتنحيتها عن دينها وسلب خيراتها، وإفقار بلدانها، وهتك أعراضها وجعلها تتخبط في ظلمات الجهل والفقر والتناحر والاختلاف ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: 13].

فاتقوا الله عباد الله وتأملوا الحج وأسراره، وحكمه ومعانيه، تقبل الله من الحجاج حجهم، ويسر لهم أمورهم. نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة رسوله ﷺ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

عباد الله!

الحمد لله على ما خص به من النعم، وما خولنا إياه في الحل والحرام، ورضي لنا الإسلام دينًا فبه لنا الفضل تم أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين إلى يوم يبعث الإنس والجن، أما بعد:

ومن كنوز الحج أيضًا: تحقيق تقوى الله ﻷ على مستوى النفس وعلى مستوى الأمة: فالتقوى غاية الأمر، وجماع الخير، ووصية الله للأولين والآخرين، والحج فرصة عظمى للتزود من التقوى، وقد أمر الله بالتزام تقواه في أداء فريضة الحج على الوجه الأكمل، فإنه لا يتم حجهم كاملًا إلا بتقوى الله ومراقبته، وقد أكثر الله في آيات الحج على قلَّتها من وصيته لعباده بالتقوى، لأنه يحصل في الحج من أسباب التقوى ما لا يحصل لغيره، وذلك مع الوعي الصحيح لحقيقة الحج ومغزاه ، ولهذا نجد الله يخاطب الواعين بقوله: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197] يعني: يا من له لب وعقل يفكر به، فليستنر بعقله في تلك المشاعر العظيمة؛ ليستفيد منها تقوى الله، فكما تجردت عن لبس المخيط استعمل عقلك، كيف تطوف ولم تتجرد عن محبوباتك المخالفة لمحبوبات الله؟ وكيف تطوف ببيت الله وأنت متلبس بمعصية الله غير متق الله؟ هل ينفعك الطواف وأنت مصطحب أهلك بملابسهم وأزيائهم ومظاهرهم غير الساترة وربما تكون فاتنة؟ هكذا التأمل لتحقيق تقوى الله في الحج.

يقول الله تعالى في سياق آية الحج: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 197] فلا شك أن التقوى هي الزاد الصحيح الذي يحصل صاحبه على السعادتين في الدنيا والآخرة، فالتقوى زاد معنوي إذا اجتهد المسلم في تحصيله فاز بتحصيل الزاد الحسي، من سعة الرزق، وتيسير الأمور، وتفريج الكربات ﴿فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ۞ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

فاتقوا الله وحققوا معانيها في الحج وفي كل عباده.

عباد الله!

ومن أسرار الحج ودروسه المستفادة منه: اعتياد مراغمة الشيطان: فالشيطان عدو للإنسان، ولقد حذرنا الله تبارك وتعالى من الشيطان، وأمرنا بأن نتخذه عدوًا، وبأن لا نتبع خطواته، فمراغمة الشيطان مرضاة للرحمن جل وعلا، وهذا الأمر يتجلى في الحج، وأعظم ما يتجلى في رمي الجمار، فالحجاج لا يرمون الشيطان، وليس الشيطان بواقف لهم يرجمونه، وإنما يرجمون المواقف التي ظهر فيها الشيطان لأبيهم إبراهيم، فرجمه الخليل عليه السلام، فهم يرجمونه لا لمجرد التكرار، وإنما للانتفاع والاعتبار، فعليهم أن يتأملوا كيف عرف أبوهم إبراهيم عليه السلام أن الذي وقف له ليصده عن تنفيذ أمر ربه أنه شيطان، حيث تمثل له ثلاث مرات كل مرة بسبع حصيات، وقال له: ليس لك عندي إلا الرجم، فخنس وخسأ وخاب ظنه، ونكص على عقبيه، فأولو الألباب من الحجاج يعتبرون بهذا الرجم لمواقف الشيطان، ويأخذون من ذلك دروسًا وعبرًا؛ ليعاملوا كل شيطان من شياطين الجن والإنس بالرجم المعنوي الذي هو لعنه وبغضه وعصيانه والابتعاد عنه، فيعرفون كما عرف أبوهم إبراهيم عليه السلام،أن كل من يحاول صدهم عن أمر الله أو فتنتهم في دين الله أو صرفهم عن ذكر الله بأي أسلوب من أساليب الدعاية والنشر فهو شيطان، في صحافة أو شاشة أو مجلس أو غير ذلك، فيرجمونه ببغضه ورفض ما يبثه أو ينشره عليهم، فيتعوذون من الشيطان قولًا وفعلًا.

وفي الحج عباد الله! كمال الخضوع والانقياد لله، بل إن فيه تجديدًا للعهد من الحاج لربه أن يلتزم أمره وأن يتلبس بحكمه، فشعاره منذ إحرامه إلى تحلله الأول برمي جمرة العقبة والحلق: «لبيك اللهم لبيك» لسان حاله يقول: أنا منقاد لأمرك، متوجه حيث وجهتني، فهذا الشعار الجليل أعظم شعار. لأن به إلقاء المسلم قياده إلى الله، وتحطيمه لجميع ما تحمل نفسه من الأنانية والعصيان، وانخلاعه عن جميع ماضيه المشوب بشتى الملابسات العصيانية باستئناف حياة نظيفة شريفة مقاطعة لجميع نزغات الشياطين،حياة جديدة في تفكيرها وجميع مقاصدها وأفعالها، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ : «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه» متفق عليه.

عباد الله:
ففي كل موقف من هذه الشعائر مغزى، وعلى كل بقعة معنى، ولعل ما ذكر تتم به السلوى، قال تعالى: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ۚ﴾ [البقرة: 197].

فاغتنموا مواسم الخيرات، وانهلوا من معين القربات، لتنالوا رحمة رب الأرض والسموات.

ألا وصلّوا عباد الله على رسول الهدى ومعلم البشرية الخير نبيكم محمد ﷺ. كما أمركم ربكم بذلك في كتابه الكريم بقوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾.