
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أمرنا بتوحيده، وشرفنا بعبوديته، وكلفنا بطاعته وعبادته، أحمده سبحانه وأشكره شكرًا يليق بجلاله وعظمته، وأسأله المزيد من فضله وكرمه ومنته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة من عذابه وعقوبته، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وعلى من سار على هديه واستن بسنته، أما بعد:
عباد الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].
أيها المسلمون: في جمعتين ماضيتين وقفنا وقفات سريعة مع نوعين من أنواع التوحيد هما: توحيد الله في أفعاله الذي هو توحيد الربوبية، وتوحيد الله تعالى في ذاته وأسمائه وصفاته، وهذان التوحيدان متضمنان للتوحيد الأعظم ألا وهو توحيد الله في أفعال العباد، أو هو توحيد الألوهية والعبادة، هذا التوحيد الذي هو الغاية الكبرى من خلق العباد وإيجادهم في هذه الحياة، وهو أعظم طلبة، وأشرف نسبة، وأسمى رتبة، وهو وسيلة كل نجاح، وشفيع كل فلاح، ومصدر كل سعادة، كافح في سبيل تبليغه أفاضل الخلق من الأنبياء والمرسلين، وأتباعهم المقربون، وتنافس في تحقيقها أهل الهمم العالية، والنفوس الرفيعة.
هذا التوحيد هو: إفراد الله تعالى بجميع أنواع العبادة الظاهرة والباطنة قولًا وعملًا، ونفي العبادة عن كل ما سواه كائنًا من كان، هذا التوحيد هو المراد بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
قال العلامة ابن القيم :: والنفي المحض ليس توحيدًا، وكذلك الإثبات بدون النفي، فلا يكون التوحيد إلا متضمنًا للنفي والإثبات، وهذا هو حقيقة التوحيد، وقال العماد ابن كثير :: عند شرحه للآية في سورة النساء [36] ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ﴾ يأمر سبحانه وتعالى عباده بعبادته وحده لا شريك له، فإنه هو الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه، في جميع الآنات والحالات، وهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئًا من مخلوقاته.
والمراد بإفراد العبادة: أن يقوم العبد بشرائع الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج، ونذر ودعاء، واستغاثة ولجوء وتوكل وإنابة وغيرها من سائر القربات والطاعات لله سبحانه وتعالى وطلبًا لرضاه، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، بمحبة ورغبة وصدق، وأن يتبع العبد بذلك كله منهاج الرسول ﷺ.
هذا التوحيد بهذا المفهوم هو الذي خلق الله له الخلق، وأرسل به الرسل، وأنزل من أجله الكتب، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :: «وذلك أن العبادة هي الغاية المحبوبة له، والمرضية التي خلق الخلق لها، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].
ويقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله : «وهذا الأصل أعظم الأصول على الإطلاق، وأكملها وأفضلها، وأوجبها لصلاح الإنسانية، وهو الذي خلق الله الإنس والجن لأجله، وخلق المخلوقات، وشرع الشرائع لقيامه، وبوجوده يكون الصلاح، وبفقده يكون الشر والفساد، وجميع الآيات القرآنية إما أمر بحق من حقوقه، أو نهي عن ضده، أو إقامة حجة عليه أو بيان جزاء أهله في الدنيا والآخرة، أو بيان الفرق بينهم وبين المشركين».
أيها المسلمون: لقد تضافرت النصوص القرآنية والنبوية دعوة إلى هذا التوحيد، وبيانًا لأهميته وعظم شأنه، وبيانًا لما يترتب عليه من ثواب في الدنيا والآخرة بأساليب متعددة، وصيغ مختلفة بالأمر به مباشرة، أو الحث عليه، أو كونه الهدف الذي أرسل الرسل من أجله، وأنزلت الكتب لتبيانه، أو التحذير من مخالفته وعقوبة تاركه، يقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الإسراء: 23]، والمعنى أن تعبدوه وحده دون ما سواه، وهذا معنى «لا إله إلا الله». ويقول سبحانه: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ ﴾ [النساء: 36] ويقول جل وعلا: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56] وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ﴾ [النحل: 36]، وقال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 21]، وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [هود: 123]، وقال سبحانه : ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ ﴾ [قريش: 3]، ويقول سبحانه: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5]. والمسلم يقرأ في كل ركعة من ركعات صلاته: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].
وروى الشيخان وغيرهما عن معاذ بن جبل رضي اللَّهُ عَنْهُ أنه قال: كنت رديف النبي ﷺ على حمار فقال لي: «يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئًا»، قلت: أفلا أبشر الناس قال: «لا فيتكلوا».
وحق العباد على الله معناه أنه متحقق لا محالة؛ لأنه وعدهم ذلك جزاء لهم على توحيده ﴿ وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 6] وحق الله على العباد هو ما يستحق عليهم من أنواع العبادة.
أيها المسلمون: مقتضى هذا التوحيد أن تسخّر جميع العبادات وتصرف لله سبحانه وتعالى، فإذا قام العبد بذلك نال ثمراته في الدنيا والآخرة، وتمتع بخيراته التي لا تعد ولا تحصى، ومنها:
- أن محقق التوحيد حصل على الغاية التي من أجلها خلق الله الخلق، وحقق الغاية التي من أجلها أنزلت الكتب وأرسل الرسل، قال تعالى: ﴿الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ۞ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ ﴾ [هود: 1، 2].
- ومنها أن محقق هذا التوحيد تفرج كرباته وتكشف غمومه، وتدفع عنه العقوبة في الدنيا والآخرة، كما قص الله علينا ذلك في قصة يونس عليه السلام عندما التقمه الحوت فأخرجه الله منه بسبب إخلاصه وتوحيده.
- ومنها أن محقق التوحيد يمنع من الخلود في النار، وإذا صح هذا التوحيد منع من دخول النار بالكلية، جاء في الصحيحين عن عتبان رضي اللَّهُ عَنْهُ أن النبي ﷺ قال: «فإن الله قد حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله».
- وقال ﷺ : «من وحد الله تعالى وكفر بما يعبد من دونه حرم ماله ودمه وحسابه على الله ﻷ».
فبالتوحيد يكون الأمن والأمان وانشراح الصدر، ودخول الجنة وغفران الذنوب والعتق من النيران، وتفريج الكربات في الدنيا والآخرة، ويحظى بشفاعة النبي ﷺ يوم يبعث الثقلان، وهو سبب رضا الرحمن الرحيم ولا يُقبل عمل إلا به. وبه يحرم مال المسلم ودمه، ولا حياة طيبة إلا به، ولا إخلاص إلا بوجوده فهو مدار السعادة في الدارين.
قال الشيخ عبد الرحمن ابن سعدي عقب الحديث المتقدم: فلم يجعل رسول الله ﷺ مجرد التلفظ بكلمة التوحيد عاصمًا للدم والمال، بل ولا معرفة معناها مع لفظها، بل ولا الإقرار بذلك ، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له، بل لا يحرم ماله ولا دمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ولا دمه.
- ومنها حصول الأمن التام والرضا والاطمئنان لمن كان مخلصًا، وله محققًا، وبذلك تخف الآلام وتهون المكاره وتنقلب المحن منحًا، والنقم نعمًا، وكلما قوي هذا التوحيد وتمكن في قلب العبد هانت عليه مصائب الدنيا وأمن منها، واطمأن ورضي بأقدار الله المؤلمة، وهذه والله نعمة، وفاقدها في نكد وحسرة، فأحوال الدنيا ليست على وضع واحد، وليس ما ظاهره نعمة في الدنيا كالمال والجاه كافيًا لتحقيق هذا الاطمئنان، وما صراع الإنسان مع الحياة ومكابدتها وحرصه وطمعه وحسده للآخرين، وما صراعات المجتمعات وتقلباتها إلا بحثًا عن هذه النعمة، ولكن هيهات أن تحصل وتتمكن إلا بتحقيق هذا التوحيد قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]، وقال سبحانه: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97].
- ومن ثمرات تحقيق التوحيد أن صاحبه يحصل على أفضل الحسنات وأكثرها، روى الإمام أحمد : عن أبي ذر رضي اللَّهُ عَنْهُ قال: قلت: يا رسول الله علمني عملًا يقربني من الجنة ويباعدني عن النار، قال: «إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها»، قال: قلت: يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: «هي أفضل الحسنات» وذكر بعض المفسرين في قوله تعالى: ﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [الأنعام: 160] أنها كلمة التوحيد. لا إله إلا الله.
فاتقوا الله عباد الله وحققوا توحيده في جميع أفعالكم، وأخلصوها لمولاكم واصدقوا مع ربكم، ووحّدوه في جميع عباداتكم تفلحوا وتفوزوا دنيا وأخرى.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله يبدىء ويعيد، أحصى على الخلق أعمالهم فهو على كل شيء شهيد، أحمده سبحانه وأشكره وأسأله من فضله المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تمنع قائلها يوم الوعيد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، الذي دعا إلى الله تعالى حتى أقام الملة ورفع راية التوحيد، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهجرة والنصرة والتأييد، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يبعث الناس من جديد، أما بعد :
عباد الله: إن من أهم ثمرات توحيد الله وتحقيقه أن محقق التوحيد أتى بأفضل شيء يثقل الميزان يوم القيامة، روى الإمام أحمد بسند صحيح عن عبدالله بن عمر م أن النبي ﷺ أخبر أن نوحًا قال لابنه عند موته: «آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين بلا إله إلا الله فإن السماوات السبع لو وضعت في كفه، ولا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله» وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق….
ومن ثمرات تحقيق التوحيد أن يدفع صاحبه لمعالي الأمور، ويرفع هامته فوق حطام الدنيا، فيستصغر ما يتنافس فيه أهلها، فهمته عالية، ومطلبه نفيس، وقلبه مليء بالإيمان واليقين، لأن من طلب المعالي هانت عليه سفاسفها، ومن كان كذلك فرج الله همه، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة كما قاله عليه الصلاة والسلام.
ومحقق التوحيد بصدق وإخلاص يسهل عليه فعل الخيرات، وترك المعاصي والمنكرات، ويسليه عن المصائب والمكروهات، فتخف عليه ولا يستثقلها، لما يرجو من ثواب الله تعالى، ويهون عليه ترك المعصية فيدَعها لما يخشى من عقاب الله وعذابه، ويتحمل ما يقدره الله عليه لما يعلم من مردود ذلك في الدنيا والآخرة.
أيها المسلمون: هذا هو توحيد الله في أفعال العباد، وهذه أهميته وشيء من ثمراته، وهذا ما يناله الموحدون الذين عرفوا أنه لا شيء أحب إلى القلوب من خالقها وفاطرها، فهو إلهها ومعبودها ووليها ومولاها، وهو ربها ومدبرها، ورازقها، وشافيها، ومحييها ومميتها، فمحبته نعيم النفوس وحياة الأرواح وسرور النفوس وقوت القلوب، ونور العقول، وقرة العيون، وعمارة الباطن فليس عند القلوب السليمة، والأرواح الطيبة والعقول الزاكية أحلى ولا ألذ، ولا أطيب ولا أسر، ولا أنعم من محبته، والأنس به والشوق إلى لقائه، والحلاوة التي يجدها المؤمن في لبه بذلك فوق كل حلاوة، والنعيم الذي يحصل له أتم من كل نعيم، واللذة التي ينالها أطعم من كل لذة، حتى قال قائلهم: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم في عيش طيب، قاله ابن القيم :.
أيها المسلمون:
إن من الغبن الفاحش والخسارة والهلاك ما يسود بعض الناس من بُعدٍ عن هذا التوحيد، وتكاسل عنه، يظهر هذا في أقوالهم وسلوكهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بربهم جل وعلا، وما نراه منتشرًا في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي من الطواف بالأضرحة وعبادتها ودعائها ورجائها والخوف منها، أو اللجوء إلى السحرة والكهان والمنجمين وقراءة الكف والفنجان، والتعلق بالأبراج، والأفلاك، والاستسقاء بالنجوم وطلب الغيث منها، والتعلق بالدنيا وتحكيمها أو تحكيم القوانين الوضعية في مجالات الحياة الاجتماعية أو الاقتصادية أو التربوية وغيرها، أو اللجوء إلى الأعراف القبلية المعارضة لدين الله تعالى، كل هذه وأمثالها من مناقضات هذا التوحيد أو منتقصات كماله.
أيها المسلمون:
إن الشرع مبناه على تصحيح دين الناس بنبذ الأوثان وترك التعلق بالمخلوقين، والسمو بعقولهم لنبذ الخرافات والخزعبلات والتوجه للأخذ بالأمور النافعة التي ترقى بهم بين الأمم، فتصلح أحوالهم، وتزكي نفوسهم، ولا يكون ذلك إلا بالعمل بمقتضى كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ، فاتقوا الله عباد الله وجددوا توحيدكم وقوّوا ثقتكم بربكم وراجعوا علاقتكم به، وصلوا وسلموا على رسولكم. كما أمركم الله جل وعلا في كتابه العظيم حيث قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾.

الإيمان بالقضاء والقدر
الخطبة الأولى الحمد لله الرؤوف الرحيم، العليم الحكيم، خلق كل شيء فقدّره تقديرًا، وأحكم شرائعه ببالغ حكمته بيانًا للخلق، وتبصيرًا،...

صفة الحج
الخطبة الأولى الحمد لله الذي جعل البيت مثابة للناس، وأمنًا، والحج إليه أساسًا من أسس الإسلام، وركنًا، أحمده سبحانه، وتعالى،...

واجبات الصلاة
الخطبة الأولى الحمد لله الذي جعل الصلاة قرة عيون المحبين، ولذة أرواح الموحدين، وميزان أحوال السالكين، أحمده سبحانه وأشكره، جعل...

نبذة عن صلاة الجمعة وخطبتها
الجمعة فيها لغتان: التحريك مع الضم، اسم فاعل فهي سبب لاجتماع الناس، والثانية ساكنة الميم فهي اسم مفعول فهي محل...

أركان الصلاة
الخطبة الأولى الحمد لله ذي الفضل والعطاء والإحسان، جعل إقامة الصلاة من أركان الإسلام، أحمده سبحانه وأشكره على ما امتن...