home-icon
نبذة عن صلاة الجمعة وخطبتها

الجمعة فيها لغتان: التحريك مع الضم، اسم فاعل فهي سبب لاجتماع الناس، والثانية ساكنة الميم فهي اسم مفعول فهي محل لاجتماع الناس.

وسميت بـ «الجمعة» قيل لأن الله تعالى جمع فيها خلق آدم، تكامل خلق في يوم الجمعة.

وقيل: سميت بالجمعة لاجتماع العدد الكبير فيها؛ فإن المسلمين يجتمعون لصلاة الجمعة من جميع البلد.

وقيل: سميت الجمعة لجمعها الخير الكثير، لما فيها من الفضائل العظيمة.

حكم صلاة الجمعة:

صلاة الجمعة من آكد الواجبات على المسلم البالغ العاقل المستوطن والأصل في ذلك: الكتاب، السنة، الإجماع:

1 ـــ  الكتاب:

قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ[الجمعة: 9].

وجه الاستدلال: إن الأمر بالسعي يدل على الوجوب إذ لا يجب السعي إلا إلى واجب. والمراد بالسعي الذهاب إليها، لا الإسراع، فإن السعي في كتاب الله لم يُرَدْ به العَدْوُ. 

وكذا النهي عن البيع لأن لا ينهى عن المباح- يعني نهي تحريم- إلا إذا أفضى إلى ترك واجب.

2ـــ السنة:

الأدلة من السنة كثيرة، قولًا وفعلًا.

عن عبدالله بن عمر وأبي هريرة  رضي اللهُ عَنْهُمْ،  أنهما سمعا رسول الله ﷺ يقول على أعواد منبره: «لينتهين أقوام عن ودَعْمِهم لجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين».

وجه الاستدلال: في الحديث أن الصلاة أهم الفروض، حيث لم يشدد في ترك شيء من الواجبات بمثل ما شُدّد فيها.

وعن سلمة بن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَ قال: «كنا نصلي مع رسول الله ﷺ الجمعة، ثم ننصرف، وليس للحيطان ظل يُستظل به».

وفي لفظ المسلم «كنا نُجمع معه، إذا زالت الشمس، ثم نرجع نتتبع الفيء» فدلّ هذا الحديث على إقامة الجمعة في عهد النبي ﷺ.

3 ـــ الإجماع:

قال ابن هبيرة ‏:‏: «اتفقوا على وجوب الجمعة أهل الأمصار».

قال العرافي: «مذاهب الأئمة متفقة على أنها فرض عين، بل صلاة الجمعة من أوكد فروض الإسلام..».

قال ابن القيم ‏: «صلاة الجمعة التي هي أكد فروض الإسلام ومن أعظم مجامع المسلمين».