home-icon
كيفية مناصرة الداعية للنبي عليه الصلاة و السلام

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد:

فإنَّ مكانة النبي عليه الصلاة والسلام في قلب مَن لديه أدنى درجة من الإيمان أعظم بكثير من مكانة غيره من المتبوعين لدى أتباعهم، فما بالك بمن لديه علم بالشريعة ومهمته الدعوة إلى الله، فإن مكانته عليه الصلاة والسلام وعظمته ومحبته في قلبه تكون أعظم مما يتصور، لأنه رسول رب العالمين وسيد الأنبياء والمرسلين، وآخرهم زمانًا وأعلاهم رتبة، اختاره الله جل شأنه من بين الناس واصطفاه واجتباه لوحيه ورسالته.

هذا النبي المرسل وخاتم الرسل قد امتنَّ الله تعالى ببعثته في هذه الأمة فقال: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]. وقد كتب الله على نفسه الرحمة الواسعة على من اتبع هذا النبي الكريم وقام بمناصرته والدفاع عنه، قال جل شأنه: ﴿۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 156، 157].
بل قد أوجب الله على جميع المسلمين الإيمان به ومناصرته وتوقيره والذود عنه وعن سُنته عليه الصلاة والسلام، قال جل شأنه: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِّتُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا﴾ [الفتح: 8 ، 9].

الواجب تجاه النبي عليه الصلاة والسلام:

أولًا: الإيمان به، قال الله جل شأنه: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [آل عمران: 81، 82]. عن أبي هريرة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار».

ثانيًا: محبته عليه الصلاة والسلام، وتقديم محبته على جميع المحبوبات، قال جل شأنه: ﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ [التوبة: 24]، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين».

وعن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي عليه الصلاة والسلام وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحبُّ إليَّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك» فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحبُّ إليَّ من نفسي، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «الآن يا عمر».

وعن أنس عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار».

ثالثًا: طاعته عليه الصلاة والسلام فيما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر، قال تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [آل عمران: 31، 32] وقال جل شأنه: ﴿ مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر:7] وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «فإذا أمرتكم بشيء فخذوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا».

رابعًا: نشر سنته عليه الصلاة والسلام: عن عبد الله بن عمرو أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «بلغوا عني ولو آية». وقد دعا النبي عليه الصلاة والسلام بالنضارة لمن حفظ سنته وقام بنشرها، عن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: «نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه» وقد حث النبي عليه الصلاة والسلام على تبليغ سنته ونشرها بين الناس بمَثَل رائع، عن أبي موسى عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «مثل ما بعثني الله به من الهُدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضًا، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مَثَل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلِم وعلَّم، ومَثَل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به».

خامسًا: الدفاع عن شخصه عليه الصلاة والسلام في حياته وبعد مماته، وقد أدَّى الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين حقه عليه الصلاة والسلام في مناصرته والدفاع عنه في حياته، وأكثرهم مناصرة له عليه الصلاة والسلام والدفاع عنه الخلفاء الراشدون حسب ترتيبهم، ثم السابقون الأولون، ثم جميع الصحابة ممن جاهد معه أعداء الله وأعداءه عليه الصلاة والسلام، وقد أراد مشركو قريش في مكة واليهود في المدينة إيذاء الرسول عليه الصلاة والسلام -بل قَتْلَه- مرارًا وتكرارًا، ولكن الله عصمه من كيد الكائدين من فضله ورحمته وهيَّأ له من ناصره ودافع عنه وحرص على سلامته من كيد المشركين واليهود.

ففي مسند أحمد وصحيح ابن حبان عن عائشة رضي الله عنها كانت تحدث أنَّ رسول الله عليه الصلاة والسلام سهر ذات ليلة وهي إلى جنبه قالت: فقلت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: «ليت رجلًا صالحًا من أصحابي يحرسني الليلة؟»، قالت: فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت السلاح، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «من هذا؟» قال: سعد بن مالك، قال: «ما جاء بك؟»، قال: جئت لأحرسك يا رسول الله، قال: «فسمعت غطيط رسول الله عليه الصلاة والسلام في نومه».

وفي غزوة أُحد عندما انهزم المسلمون بعد غلبتهم، وتكاثر المشركون على الرسول عليه الصلاة والسلام يريدون قتله تترس أبو دجانة بنفسه ليحمي الرسول عليه الصلاة والسلام من نبال المشركين، فكان النبل يقع على ظهره، ونسيبة أم عمارة الأنصارية مع أنها امرأة ضعيفة قاتلت هي مع زوجها وابنيها دفاعًا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام يومئذ حتى أصابها في عنقها فجُرحت جرحًا عميقًا حتى قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «ما التفتُّ يمينًا وشمالًا يوم أحد إلا ورأيتها تقاتل دوني»، فهؤلاء الصحابة قد أدَّوْا حقه عليه الصلاة والسلام في مناصرته والدفاع عنه في حياته وبعد مماته حتى جاءهم الأجل، ولكن هذا الواجب ما زال باقيًا في أعناق الأمة حتى تقوم الساعة، ويكون مناصرته بعد مماته عليه الصلاة والسلام بالدفاع عن التُّهم التي أُلصقت به زورًا وبهتانًا، وما أثيرت من الشكوك والشُّبهات حول سُنته عليه الصلاة والسلام لتضليل الناس عن جادة الحق، بالإضافة إلى ما ذكر سابقًا من نشر سيرته وسُنته.

من أهم الواجبات في هذا الوقت:

من أهمِّ الواجبات في هذا الوقت تجاه رسول الله عليه الصلاة والسلام: نشر سيرته وسنته الصحيحة بأساليب جميلة وبكل وسائل متاحة وفي لغات العالم كلها، وخصوصًا في اللغات الحية، ويتم نشر سُنته عليه الصلاة والسلام وسيرته في الوقت الحاضر بالآتي:

أن يتخذ قدوة:

قال الله عز وجل: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21]. ومحبة النبي عليه الصلاة والسلام التي أوجبها الله على المؤمنين وطالب بها الرسول عليه الصلاة والسلام بنفسه على درجتين كما قال ابن رجب الحنبلي رضي الله عنه:

إحداهما: فرض، وهي المحبة التي تقتضي قبول ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام من عند الله عز وجل، وتلقيه بالمحبة والرضا والتعظيم والتسليم، وعدم طلب الهدى من غير طريقه بالكلية، ثم حسن الاتباع له فيما بلغه عن ربه، من تصديقه في كل ما أخبر به وطاعته فيما أمر به من الواجبات، والانتهاء عما نهى عنه من المحرمات، ونصرة دينه والجهاد لمن خالفه بحسب القدرة، فهذا القدر لا بد منه، ولا يتم الإيمان بدونه.

والدرجة الثانية: فضل، وهي المحبة التي تقتضي حسن التأسي به وتحقيق الاقتداء بسنته، في أخلاقه وآدابه ونوافله وتطوعاته وأكله وشربه ولباسه وحسن معاشرته عليه الصلاة والسلام لأزواجه، وغير ذلك من آدابه الكاملة وأخلاقه الطاهرة والاعتناء بمعرفة سيرته وأيامه واهتزاز القلب من محبته وتعظيمه وتوقيره ومحبة استماع كلامه، وإيثاره على كلام غيره من المخلوقين. ومن أعظم ذلك الاقتداء به في زهده في الدنيا والاجتزاء باليسير منها، ورغبته في الآخرة.

إظهار محبته عليه الصلاة والسلام:

كما أنَّ من الواجب تجاه النبي عليه الصلاة والسلام أن يحبه المرء بقلبه وقالبه، يجب أيضًا أن يظهر محبته عليه الصلاة والسلام أمام الآخرين ويعتز بذلك حتى يعلم غيره ويعرف مكانته عليه الصلاة والسلام في قلوب المسلمين، وقد أظهر عمر رضي الله عنه ما يكمن في صدره من حبه للنبي عليه الصلاة والسلام كما ذكرنا، وفي الحديث المتفق عليه عن أنس رضي الله عنه أن رجلًا سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها؟» قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، فقال: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي عليه الصلاة والسلام: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فأنا أحب النبي عليه الصلاة والسلام وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم.

بل من حبه عليه الصلاة والسلام أن يعلِّم المرء المسلم أولاده حب النبي عليه الصلاة والسلام وحب آل بيته وحب أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، وأن يذكر ذلك في مجالسه العامة والخاصة.

الغيرة حال الاعتداء عليه أو على سُنته عليه الصلاة والسلام:

إنَّ المسلم يكون صابرًا حليمًا وقورًا، ولكن إذا اعتُدي على دينه وعلى رسوله لا يصبر على الدفاع عنه ويجاهد في سبيل ذلك بكل مراتبه، وأما الدفاع عن سُنته عليه الصلاة والسلام فهو من مظاهر محبة النبي عليه الصلاة والسلام، ويكون ذلك بتقديم أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله عليه الصلاة والسلام على جميع أوامر الناس، قال جل شأنه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الحجرات: 1] وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: « ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ»: لا تقولوا خلاف الكتاب والسُّنة. وقال تعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65].

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يعدون التقديم بين يدي الله ورسوله من النفاق، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يقسم قسمًا أتاه ذو الخويصرة -وهو رجل من بني تميم- فقال: يا رسول الله، اعدل. فقال: «ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل». فقال عمر: يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال: دعه.

فمن تعدى على سنته عليه الصلاة والسلام أو على سيرته فواجب على كل مسلم أن يدافع عنه بكل ما أوتي قولًا وعملًا وكتابةً، وقد أدَّى هذه الفريضة أئمة السلف رحمهم الله حينما دونوا السُّنة وشرحوها.

ولكن التهم وإثارة الشكوك والشبهات حول سنة الرسول عليه الصلاة والسلام مستمرة، بل قد زادت هجمات أعداء الإسلام عليها في الآونة الأخيرة، فواجب على كل مسلم وخصوصًا الدعاة منهم أن يقفوا موقفًا جادًّا تجاه هذه القضية.

نشر فضائله وشمائله عليه الصلاة والسلام:

وبعد: فلعلَّ من الوسائل المناسبة لمشاركة أهل العلم والدعاة لإبراز سيرته وسنته والدفاع عنها ما يلي:

  • التأليف عنه عليه الصلاة والسلام بجميع اللغات الحية ولأعمار مختلفة ومستويات متعددة.
  • كتابة مقالات عن مختلف جوانب حياته عليه الصلاة والسلام في الصحف والمجلات.
  • تخصيص برامج عن سيرته عليه الصلاة والسلام في الإذاعات والقنوات الفضائية.
  • إنشاء مواقع على الإنترنت عن سنته عليه الصلاة والسلام وسيرته وأخلاقه وشمائله.
  • أن تخصص خطب الجمع لهذا الموضوع.
  • أن تخصص لهذا الموضوع الندوات والمنتديات.

وغيرها من الوسائل، أسأل الله تعالى أن يرزقنا محبته عليه الصلاة والسلام ونشر سنته وسيرته والدفاع عنه عليه الصلاة والسلام.