home-icon
حلة جديدة وخدمات جديدة وتعظيم للسُّنة

نِعَمُ الله سبحانه وتعالى علينا في هذا الوقت نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن أجلِّها ما هيأه جل وعلا لنا من الوسائل لتبليغ الدين، ونشر السُّنة، مما لم يخطر على بال بشر، ومنها هذه التقنية «الإنترنت» التي تحمل الكلمة، والصورة، والمحاضرة، والكتاب وغيرها إلى أقاصي الدنيا.

والسُّنة النبوية والسيرة والشمائل المحمدية أخذت نصيبًا من هذه التقنية، ومنها هذا الموقع المبارك: «موقع: شبكة السُّنة النبوية وعلومها»، والذي تمَّ افتتاحه منذ سنة هجرية كاملة، وحمل هذه الأمانة فتفاعل معه كثير من طلاب العلم، والمستفيدين، والزُّوار، ومشى بحمد الله بخطواته التي خطط لها، بل تعدّى ما خطط، وذلك بفضل الله تعالى وتوفيقه وتسديده ثم بتعاون العاملين جميعًا، على رأسهم: مكتب الدعوة وتوعية الجاليات بالربوة في الرياض، وكذا بتفاعل الزوار وتعاونهم وإسدائهم الموقع كثيرًا من الاقتراحات الإيجابية التي صار لها أثر كبير على مسيرة الموقع ونجاحه.

ومع هذا كله نعد هذا نجاح بإذن الله في منطلقات الموقع ليستمر في مسيرته، فيبلغ رسالته التي حملها، وفق الرؤية التي وُضعت له، والخطوات التي خطَّط لها، ليصل إلى أهدافه المنشودة، واليوم بعد عام كامل ندلف إلى مرحلة جديدة في مسيرة الموقع لتحمل تباشير لكل مسلم ومسلمة، وطالب علم مختص ومستفيد وباحث، ومطلع، وقارئ، وصغير وكبير، في ثوب قشيب، ومخبر يحمل كثيرًا مما كان طُموحًا وأملًا، ليصبح واقعًا ملموسًا، ليدفع إلى مزيد.

وإذا كانت الرسالة علمية وحديثية، فللمظهر أثره وقد أمرنا ديننا بتجميل الظاهر مع نظافة الباطن. وفي هذه الحلة الجديد مضامين عظيمة، ومن أهمها: تحمل الموقع مئات من الكتب الحديثية، كما هي مطبوعة، وهذه بلا شك بشرى عظيمة لطلاب العلم وطالباته، والباحثين والباحثات في الحديث وغيره.

ومن البشرى ما يبثه الموقع من رسائل على الجوال، وهي رسائل خيرية تحمل أحاديث صحيحة، والتحذير من أحاديث موضوعة أو ضعيفة، وبخاصة مما يكثر تداوله في مواقع الإنترنت ومنتدياته، وغيرها مما يهمُّ المسلم والمسلمة في أنحاء المعمورة. ومع كون الموقع علميًّا لم ينس الطفل في هذه المرحلة ليزوده بما يناسبه، ويحبب إليه سُنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. هذا كله سوى ما يتم تزويده للموقع من الأبواب المتفرقة التي نأمل أن تقدِّم ما يفيد، نقول: ونؤكد على مزيد من تواصل القراء والباحثين ويسعدنا مشاركاتهم، فالموقع موقع الجميع، سدد الله الخطى.

أخي القارئ: كل هذا وغيره يذكرنا دومًا بأهمِّية الرسالة التي يحملها الموقع، وهي سنة النبي عليه الصلاة والسلام وتبليغها للناس والتذكير بأحوال القدوة عليه الصلاة والسلام، ونشر شمائله، والتعريف بأخلاقه، وسماته.

هذه الرسالة التي يجب أن يحملها كل مسلم بقوله وفعله لا تتأتى إلا بالمنطلق الأساس الذي هو تعظيم السُّنة النبوية التي جاء التأكيد عليها في كتاب الله تعالى في مواضع متعددة، وصيغ مختلفة، فتارة بالأمر بالطاعة ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا ۚ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ[المائدة: 92]، وتارة بالحثِّ على أمره، ﴿مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[الحشر: 7] وتارة بالتحذير من مخالفته: ﴿لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[النور: 63] وتارة بالتحاكم إليه في جميع شؤون الحياة والتسليم بذلك: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا[الأحزاب: 36]  ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[النساء: 65].

وغيرها مما لا يحصى من النصوص القطعية التي توجب: تعظيم السُّنة والعمل بها كما جاءت من عند رسول الله جل شأنه. هذا العمل المبني على فهم العلماء العاملين كما أمر بذلك رسول الله جل شأنه: «العلماء ورثة الأنبياء»، وقال عليه الصلاة والسلام: «نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع» وقال عليه الصلاة والسلام: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة»، ومن هنا فليس من تعظيم السُّنة ما يلي:

  • إنكارها وجحودها.
  • إنكار بعضها مما يُثبت صحته وفق القواعد الحديثية.
  • مخالفة أوامره عليه الصلاة والسلام أو ارتكاب نواهيه.
  • عدم الاهتمام بها، والقدح فيها.
  • تأويلها حسب الأهواء والمزاج والعقول البشرية.
  • عدم الرجوع إلى فهم الصحابة رضي الله عنهم ومَن بعدهم من الأئمة.
  • فهمها فهمًا يضيِّق الدين بعيدًا عن فهم السلف الصالح.
  • جعلها خاضعة لعقول البشر، كلٌّ يقول ما شاء كيف شاء.
  • أخذ شيء منها وترك أشياء.

نسأل الله تعالى أن يعيننا على تعظيم السُّنة والاقتداء بصاحبها عليه الصلاة والسلام، وعلى القيام بالرسالة في هذا الموقع وغيره، إنه سميع قريب، وأستودعكم الله.

icon1
أحدث المقالات

عندما يهب المسلم لنصرة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، فهو يهب لنصرة عموم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لأننا...

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد: فإنَّ مكانة النبي عليه الصلاة والسلام في...

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: منزلة السُّنة النبوية: تعدُّ السُّنة النبوية مصدرًا أساسيًّا...

لست هنا بصدد الكلام عن فضل الصحابة رضي الله عنهم، أو بيان تعديلهم، أو إيراد الأدلة من القرآن الكريم، والسُّنة...

يقول البلاغيون: إنَّ لكل مقام مقالًا، ولكل حدث حديثًا، وهذا العدد من مجلة الإرشاد يصدر في أيام الحج، فالمقام الحج،...