
مجلة الإرشاد للحرس الوطني عدد رمضان 1423هـ.
يصدر هذا العدد المبارك من مجلة الإرشاد في هذا الشهر المبارك، والمسلم يتطلع إلى قبول صيامه وقيامه وأعماله، فيبحث عن عوامل هذا القبول، وهنا نعيش في رحاب توجيهات المصطفى عليه الصلاة والسلام، علَّها أن تكون نبراسًا يضيء لنا طريق القبول، والوصول إلى الغايات العظمى.
روى الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «كل عمل ابن آدم يضاعف له، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمئة ضعف، قال الله جل شأنه: إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به، يَدَع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل إني صائم».
في هذا الحديث العظيم، وقفات كثيرة، ولكننا هنا نركز على بعض ما جاء في الحديث: فلنتأمل قوله: «يدع شهوته وطعامه من أجلي»، فسبب الترك للملذات والشهوات من أجل الله سبحانه وتعالى، أفلا يكون عملنا للواجبات والمستحبات من أجل الله تعالى، وتركنا لجميع المحرمات والمكروهات من أجل الله تعالى؟! إن هذه غاية عظمى ترنو إليها القلوب الذاكرة والأفئدة الصافية، ومثل هذه القلوب يحرص الشيطان على أن يُدخِل عليها ما يكدر صفوها، بأن يخرق هذا الإخلاص، فيجمع معه نوايا فاسدة من نظر العباد والرياء، أو رغبته في مصالح دنيوية قريبة، ونحو ذلك مما يخدش هذا الإخلاص فيخرج صاحبه من دائرة الأجر والثواب إلى دائرة الإثم، والعياذ بالله سبحانه وتعالى.
ثم لنتأمل قوله: «فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم».
تربية أيما تربية للفؤاد والجوارح، وتحكم في العقل والعاطفة بأن يكون الموجه لها هو الدين، متمثلًا في هذا الصيام، فالصيام هو الذي يمنع الصائم من ممارسة الأعمال المشينة، والكلام غير اللائق، يؤكد هذا ما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». قال جابر عليه السلام: «إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة، ولا يكن صومك وفطرك سواء».
إنَّ قلب المؤمن الصائم أبيض نقي، يحركه الإيمان في شعب الخير المتعددة، ويأتي رمضان والصيام ليغسل ما ران عليه من الأوساخ والدنس، فلا تجعل الأعمال المشينة، والممارسات السيئة تختلط في هذا القلب النقي؛ فصُن جوارحك وحواسك كلها عما يغضب ربك ومولاك، فبغض المسلمين وحسدهم والحقد عليهم، والكذب والخيانة، والغش والخداع، والغيبة والنميمة، وقول الزور، واللهو بالباطل، والسباب والشتائم، أمراض خطيرة فتاكة، تكدر صفو الصيام وتفسده، وتورد صاحبها المهالك.
ولنتأمل تلك الفضائل التي عدَّدها النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث، نعم إن الصائم يصوم لأمر الله تعالى، ولكن إذا انضم إلى هذا الصيام تلك الترغيبات العظيمة والأفراح التي يفرحها كل يوم كان مبادرًا، ومسارعًا، ومسابقًا، ومنافسًا. جعلنا الله كذلك أجمعين، وحقق الآمال والطموحات، وأدخلنا جنة النعيم.

كيفية مناصرة الداعية للنبي عليه الصلاة و السلام
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعد: فإنَّ مكانة النبي عليه الصلاة والسلام في...

كيف نخدم السُّنة النبوية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: منزلة السُّنة النبوية: تعدُّ السُّنة النبوية مصدرًا أساسيًّا...

سب الصحابة رضي الله عنهم «وقفة تأمل»
لست هنا بصدد الكلام عن فضل الصحابة رضي الله عنهم، أو بيان تعديلهم، أو إيراد الأدلة من القرآن الكريم، والسُّنة...

حديث ابن عمر رضي الله عنه في محظورات الإحرام
يقول البلاغيون: إنَّ لكل مقام مقالًا، ولكل حدث حديثًا، وهذا العدد من مجلة الإرشاد يصدر في أيام الحج، فالمقام الحج،...

جهاد المرأة: حديث ومعنًى
حديثنا هذا العدد يدور حول جهاد المرأة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلتُ: يا رسول الله!...