home-icon
تعليق سريع على التفجيرات التي وقعت في مدينة الرياض 12/3/1424-11هـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإنَّ أهمَّ المقاصد الشرعية التي يسعى الإسلام لتخصيصها المحافظة على الضرورات الخمس: «الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال»، وقد توعد من يتعرض لها بخدش أو إفساد بالوعيد الشديد في الدنيا والآخرة فشرع الأحكام والعقوبات كالقصاص والحدود والتعزيرات، وفي الآخرة أشدُّ وأنكى، ففي القتل يقول تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 92]، و في الإفساد يقول تعالى: ﴿وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ۞ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [البقرة: 205 – 206].

ومما يندرج تحت الحفاظ على الضرورات الخمس المحافظة على الأمن في الدور والأوطان، وما يخل به يعد إخلالًا بمقصد من أهمِّ المقاصد الشرعية، وإن من الإضلال به ترويع المؤمنين والمستأنسين، والاعتداء عليهم، أو على أموالهم وممتلكاتهم ولا شك -بناءً على ذلك- أن ما وقع تفجير في مدينة الرياض أنه جرم كبير، وفتنة عمياء وإثم مبير وعدوان، وظلم وفساد، فإذا كانت الأجهزة الرسمية عليها واجب في متابعة الفاعل وعقوبته، فالعلماء والدعاة عليهم واجب البيان للمعتقد الصحيح وفتح الصدور للمحاورات والمناقشات والجواب عن الأسئلة والإشكالات، وعمل الوقايات الفكرية والمعالجات الشرعية ودراسات الأسباب وتنبع مثل هذه الظواهر المنحرفة، وكذا بقية الشرائع فكرية واقتصادية واجتماعية تدرسها مما يخصها، أسبابًا وعلاجًا. وعلى الشباب الوفي الصادق بما يرون ضدهم وضد مجتمعهم وعقيدتهم أن يعضوا بالنواجد ويصدروا عن علمائهم المعروفين المعتبرين، وينقلوا عنهم ثم ليعلم الجميع أنَّ هذا البلد المبارك بعقيدته ومقدراته وأمنه تُستهدف من قبل الحاقدين أيًّا كانت أفكارهم ومعتقداتهم فلنعِ مثل هذه الحقائق ونتعاون ونتكاتف، فلا يكن هذا الحدث وأمثاله عامل فرقة واختلاف وتشتت وإحباط، وهذا لا يكون إلا بالتنبه واليقظة، ثم بالتعاون مع ولاة الأمر والعلماء في المحافظة على المكتسبات الشرعية والمصلحية، أسأل الله تعالى أن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يبعدنا ومجتمعاتنا عن كل سوء ومكروه، وأن يرد كيد الكائدين وعدوان المعتدين إنه سميع قريب.