home-icon
الإنسان: أساس البناء

الحلقة الأولى

الإنسان هو المستهدف في هذه الحياة، وهو المنوط به التكليف، والإنسان هو الذي وجهت إليه عمارة الكون، وهو الذي بتفاعله تسير حركة الكون سيرها الإيجابي لتحقيق ما خُلق من أجله ليستخرج من خلالها كنوز الأرض ويستكشف ما أودعه الباري فيها من عجائب، فيسعى في عمارتها.

من هنا، نحن أحوج ما نكون لاستحضار هذه الحقيقة وتفعيلها في الواقع العملي لتتسق حركة الإنسان مع حركة الكون.

فجوهر الحياة، وسر حركتها هو الإنسان، فإذا صلح صلحت مرافق الحياة جميعها، وإذا فسد فسدت الحياة ومرافقها، ولذا؛ جاء الأمر بإصلاحه، ومعالجة فساده.

ومن هنا كانت ضرورة أن تكون الخطوة الأولى نحو البناء هي العناية بالإنسان ورعايته منذ مراحلة الأولى وفق آليات تجعله إيجابيًّا وقادرًا على البناء والتغيير نحو الأفضل في كل زمان ومكان.

وفي ظل إهمال هذا العنصر وتهميشه، لن يتقدم المجتمع في خططه التنموية والإنتاجية والحضارية، ولن يصنع مستقبلًا طموحًا.

لذا، ركز الإسلام على هذا الجانب المهم في عملية البناء والإصلاح، فقد توالت الآيات الكريمة التي تبين مكانة الإنسان وعلو منزلته في هذا الكون، فهذا الإنسان: هو الذي أكرمه الله تعالى بصريح العبارة في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 70]. وهذا التكريم عامٌّ وشامل لجميع ما يتعلق بالإنسان من خصائص نفسية وفكرية وعقلية واجتماعية ومالية وغيرها.

وهو الذي جعله الله تعالى خليفته في الأرض، قال جل وعلا: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 30]. وغيرها من النصوص الشرعية التي تقرر أهمية الإنسان وعلو منزلته بين الكائنات، والتي تجعله المحور الأساس في عملية البناء والرعاية والإصلاح، وفي فساده وإفساده يتجذر الإفساد في جميع نواحي الحياة.

لذا كان الاهتمام والعناية به وسن القوانين التي ترفع من شأنه وتحافظ على كرامته وكيانه لها الأولوية على سائر البرامج الأخرى في مجال البناء والتصحيح. ولمكانة الإنسان وتميزه على سائر الكائنات، يأتي التوجيه الرباني ليرسم مسار التربية الذي ينبغي السير عليه حتى يتحقق البناء الصحيح والإصلاح المنشود، وفق سنة ربانية واضحة لا تتبدل ولا تتغير، وهي قوله تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ ٱللَّهُ بِقَوْمٍ سُوۤءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴾ [الرعد: 11].

والتغيير الذي تعنيه الآية الكريمة، هو إصلاح النفس والجوارح مما تعلق بها من الخطايا والمفاسد، وتبديلها بالعمل الصالح وتحقيق العدالة ورد المظالم إلى أهلها، وبالعطاء الخير والبناء المشيد، وإصلاح المجتمع عقديًّا وأخلاقيًّا واقتصاديًّا وتربويًّا وسياسيًّا، ويتم ذلك وفق محورين:

المحور الأول: إصلاح الإنسان نفسه:

ولعل مما يعين على ذلك بشيء من الإيجاز:

  1. استشعار عظمة الله ﷻ وقدرته في هذا الكون، إذ لا حول ولا قوة للإنسان أمام حول الله وقوته.
  2. استشعار نعم الله ﷻ والشكر عليها، والنعم والآلاء لا تُعد ولا تحصى، لا سيما في هذا العصر الذي تنوعت فيه وتعددت وظهرت بأشكال واضحة، ومن أهم صور الشكر وأشكاله الاستجابة لأوامر الله ﷻ والانتهاء عن نواهيه، وتسخير نعمه وآلائه في سبل الخير والبناء والإصلاح، واستثمارها في هذا السبيل.
  3. تزكية النفس وتدريبها على التعلق بالله ﷻ وحب الآخرين وتمني الخير لهم، وتطهيرها من الحقد والحسد والضغينة، سواء في الأمور المالية، أو العلمية، أو الاجتماعية، أو الوظيفية، أو غيرها، قال الله ﷻ : ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۞ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۞ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ۞ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 7-10].
  4. الإخلاص في العمل، فهو الأصل الذي يُبنى عليه سلامة المنتج والابتكار في التخصصات المختلفة، فإذا أخلص كل فرد في عمله وبذل جل طاقاته في المهام الموكلة إليه، تغيرت المعالم الفاسدة من الغش والتزوير والتدليس والرشوة والإهمال وقلة الإنتاج إلى الأمانة والاستقامة وجودة في الإنتاج والبذل والعطاء ونشر الفضيلة والمعاني السامية وغيرها، قال النبي ﷺ: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه».
  5. ترك الماضي السلبي، وعدم العودة إليه، والإقبال على العمل في الحاضر بآليات وإمكانات مشروعة، ليتحقق المستقبل المشرق للفرد والمجتمع والأمة، كل بحسبه.
  6. استشعار المسؤولية المنوطة بالإنسان، نحو نفسه ومن يتولاهم من الأهل والأولاد والبنات والأرحام والمجتمع والعمل والوظيفة والمهنة وغيرهم، لقوله جل وعلا: ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وقوله ﷺ: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
  7. مراقبة الله تعالى، ومحاسبة النفس على خطيئاتها، من أجل تقويم العمل وتصحيحه، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌۭ﴾ [ق: 18].

وللحديث بقية.

الحلقة الثانية:

المحور الثاني: استصلاح الإنسان:

مما يجلي الحقيقة غير القابلة للجدل أن الإنسان المحور الأساس في هذه الحياة لاستصلاحه، ليبقى هو المتفاعل المنتج المستثمر لكل العوامل والمعطيات المسخرة له في هذا الكون، فيتقدم بمنتجه نحو الرقي بالكمال البشري المنشود بقدر ما يستطيع، وبمختلف جوانب الحياة.

هذا يفرض علينا إشارات تضيء الدرب لناشد الحق، وطالب الإيجابية والبناء والإصلاح:

الإشارة الأولى: أعتقد أن الحاجة إلى إظهار هذه الحقيقة -وهي أن محور الإصلاح والبناء هو الإنسان– ونشرها ثقافة عامة من أولى المهمات التي تتطلب استنباطًا قرآنيًّا، وربطها بالسنن الإلهية، ومن أهمها: أن الكون متحرك، والإنسان يجب أن يكون متحركًا ليتوافقا، فالحركة الإيجابية تثمر المنتج المطلوب، وعكسه بعكسه.

الإشارة الثانية: رسم الأهداف وفق هذا المنظور، وأجد فرقًا كبيرًا بين أن يكون الهدف لذات العمل فحسب، وبين أن يكون الهدف متسقًا مع حركة الكون وعمارته وتفاعل الآخرين معه، ومحققًا لطموح يصب في عملية البناء المتكاملة، لذا نجد أننا بحاجة لإعادة النظر فيها على المستويات المختلفة، أفرادًا وأسرًا ومؤسسات وغيرها، في صياغة أعمالنا وفق هذا التصور لتحقيق الأهداف المنشودة.

الإشارة الثالثة: بناء الخطط والبرامج البناء التكاملي في جميع المراحل، ابتداء بالتخطيط، مرورًا بالبرامج والآليات ووصولًا إلى الأهداف هكذا مقتضى النظر لإصلاح الإنسان في ذاته وفيما يصلحه من عوامل أخرى.

الإشارة الرابعة: إدراك أن أعمال الإنسان من حيث هي لا تخرج عن كونها أعمالًا صالحة أو غير صالحة، أو هدرًا لا قيمة لها، ولا شك أن الثاني –في المنظور الإسلامي– مرفوض، والثالث في حكمه لأنه إهدار لقيمة الإنسان، والأول هو المطلوب.

لذا، لا بد للإنسان من تدارك الأمر لقيامه بعملية الإصلاح، وهذا الإدراك يتطلب ما يلي:

  • معرفة الإنسان لنفسه ومهمته في الحياة.
  • معرفة الإنسان لقدراته.
  • معرفة الإنسان لإمكاناته العملية.

فإذا أسقط الإنسان هذه المعرفة وفق عملية تراكمية، فإن العمل يخرج صالحًا ومنتجًا.

الإشارة الخامسة: من أهم ما علَّمنا الإسلام: القياس والتقويم من خلال عوامل القياس المختلفة، وبلا شك هذا يتطلب:

  • وجود معايير للتقويم ووضوحها.
  • الصدق مع النفس ومع الآخرين.
  • التوازن في النظرة.
  • التوازن في المنتج مع الوقت، والجهد والمال.
  • القياس المقارن فيما لدى الغير.

إن انعدام القياس مآله للخطأ والهدر، بل وتراجع المنتج.

الإشارة السادسة: بناء المستقبل وفق الأهداف والخطط والقياس السابق، وبلا شك هذا من أهم الثمرات لكي نرقى بالمنتج الفردي والجماعي، ومن المحزن كثيرًا أن هدرًا ليس بالقليل في الجهد والوقت والمال يتراكم مع السنين وكأننا ندور في دائرة لنعود للنقطة الأولى، وعند التفاؤل نجد أن المنتج لا يتوازى مع ما أُهدر وبُذل بنسبة عالية.

الإشارة السابعة: فتح مجال الإبداع والابتكار للإنسان، عبر الهيئات والمؤسسات التي تُعنى بالموهوبين والمتميزين والمبدعين في شتى العلوم والفنون، وتشجيعهم على الإبداع بتقديم المكافآت والجوائز القيمة لهم، وإقامة المناشط والمحاضن للشباب والفتيات، ووضع البرامج العلمية والثقافية والعملية لهم، للحفاظ على أوقاتهم والاستفادة من طاقاتهم وتوجيهها نحو البناء الصحيح، وهذا ما يحقق المصالح الدينية والاجتماعية والوطنية، والحد من المظاهر السلبية التي يعاني منها المجتمع في الشوارع والأسواق والمراكز العامة من جراء تصرفات الشباب وسلوكياتهم أحيانًا، ويعالج ما ينخر في عملية الإصلاح.

وبناء على ما سبق أعتقد أننا -ممثلين في مؤسساتنا ووزاراتنا وهيئاتنا وأسرنا، وأفرادًا وجماعات- بحاجة مُلحة لإعادة النظر، وبناء الأهداف والبرامج ووضوحها، وبناء الإستراتيجيات الوطنية وفق نظرة تأملية هادئة صادقة من خلال تلك الإشارات الضوئية ليحقق الفرد، والمؤسسة، والمجتمع، والوطن ما يصبون إليه، وما يتمنونه، ويكون محلًّا للمنافسة، مع صلابة في الأسس وثقة في المسيرة، وتحقيق شيء من الطموح وبراءة الذمة.

أحسب أن هذا من أهم الأولويات، وبخاصة في مثل هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب سعة في النظرة، وقوة في التماسك، ومزيدًا من التلاحم، فالمنافسة قوية، والتحدي كبير.

كما أحسب أن لدينا من عوامل المنافسة والتحدي ما يجعلنا قادرين –بإذن الله ﷻ – على خوضه بمستوى عالٍ من الثقة والاطمئنان، فما قيل من إشارات لصلاح الإنسان وإصلاحه هي أوثق عرى القدرة، غير أن فيها صدقًا مع النفس لعدم انحراف المسيرة في غمرة المنافسة، وشفافية تستوجبها المرحلة، وفيها بناءً من حيث انتهينا، واستفادة من الآخرين من حيث انتهوا، وواقعية غير مثالية في التقويم، ومحاولة لتجديد العوامل الإيجابية وتفعيلها. وهذه العوامل تجعلني أشير إلى بعض ما يعكر صفوها ويقلل من صلاح المنتج، وهي من عوامل الفساد الذي يُشتكى منه كثيرًا:

  • جعل الأولويات في التخطيط والبناء على أشياء كمالية لا ضير في تأخيرها، وجعلها في المكان اللائق بها.
  • ويدخل في ذلك عدم ترتيب الأولويات الكبرى، وأعتقد أن إصلاح المعتقدات والأخلاق والسلوك والأمن والتعليم والصحة والعمل، من أكبر المهمات حتى على المستوى الفردي، فإذا وجدت هذه العناصر، فالبناء سليم، لكنا عند إمعان النظر في بعض أحوالنا نجد تأخرًا كبيرًا في المنتج، انعكس على كثيرين فوجدت نقاط فراغ تحتاج إلى إعادة نظر جاد، ومن الأمثلة على ذلك: عدم التوازن والتكامل في البرامج بين واجبات الفرد، والأسرة والمجتمع، فلو أخذنا عينة عشوائية لمشكلة الإرهاب أو المخدرات أو السرقة، أو حتى خلط المفاهيم ونحوها، لوجدنا أن من أهم عوامل نشرها فقدان التكامل بين رب الأسرة، وبين أعضائها، في برامج بعضهم مع بعض، أو في أعمالهم، ومع ما تقوم به المؤسسات المعنية، فيطغى عليهم عمل دون آخر أنتج فراغًا أوقع هذا الشباب في تلك المشكلة، وكما يقع هذا في الأسرة يقع أحيانًا في مؤسسات المجتمع، فلم يتكامل بناء برامجها، فأحدث فراغًا أضعف المنتج، ومن أوضح الأمثلة، الاهتمام بالتعليم دون التربية، أو على حساب العمل، أو الصحة، وغيرها كثير.
  • ومن ذلك ضبابية الأهداف في أثناء الأعمال، فالمهم أن أقدم منتجًا، لكن هل هذا المنتج يصب في «صلاح الإنسان وإصلاحه» أولًا؟ هذا ما تفتقده بعض المؤسسات.
  • التركيز على الإصلاح في جوانب الحياة –ولا شك أنه أمر مطلوب، بل في غاية الأهمية– لكن الأهم إصلاح الإنسان ذاته عقديًّا وأخلاقيًّا، فإهمال هذا الجانب أدى إلى فساد جوانب من الحياة وبرامجها. فالمسؤول عن الغش والتزوير والرشوة وإهمال المسؤوليات وهدر الأموال والأوقات والظلم والتعامل مع المحرمات الشرعية، وغيرها، هو الإنسان، وأحسب أن هذا من أكبر الأخطاء التي تقع فيها المؤسسات والأسر.

أعود لأقول: إن أمة لا ترسم أهدافها وإستراتيجياتها، ولا تبني خططها، وبرامجها على هذا الهدف الذي خلق الله ﷻ الخلق من أجله أمة لن تكون محلًّا لمنافسة الأمم، وتكون تابعة لغيرها لتستورد حتى مبادئها.

أزعم أننا في وقت لدينا فيه من عناصر المنافسة ما يؤهلنا وبجدارة لمعالجة أخطاء الإنسان ولتحقيق هذه المنافسة ابتداء بوضوح هذا الهدف الكبير المؤسس من القرآن الكريم والسُّنة المشرفة، كما سبق، لنحقق قوله ﷻ على لسان نبيه شعيب ﷺ: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].

إن تلك مهمة عظيمة وكبيرة وشريفة، استدعت بعث الرسل وإنزال الكتب لإجلائها وتوضيحها، وإعمال الفكر لبيان عِظَمها وسموها، قال الله ﷻ : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وقال ﷻ : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [النحل: 36].

وكما تقع هذه المسؤولية على المجتمع تنطلق من الأفراد.

حقق الله الآمال وسدد الخطى.

وصلَّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.