home-icon
إعداد نساء قادرات على العمل في الحقل الدعوي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

فإنَّ أعداء الإسلام قد نشطوا في الآونة الأخيرة ضدَّ الإسلام والمسلمين وكادوا أيما كيد، وركزوا خاصة على المرأة المسلمة فحاولوا إفسادها ونجحوا أيما نجاح، ويريدون الآن جعلها آلة لإفساد البيت المسلم بل المجتمع المسلم كله، ففي هذه الحالة قد وجب على الأمة أن تعمل بكلِّ إخلاص في إصلاح المرأة المسلمة وردِّها إلى المنهج الصحيح وتربيتها تربية إسلامية، ولا يتم ذلك إلا ببذل جهود مكثفة، ومنها إعداد داعيات مخلصات في العمل الدعوي، نشيطات لا يعرفن الكسل والخور، على قدر كافٍ من العلم والبصيرة، ولا شكَّ أنَّ إعداد الداعيات المتكافئات يحتاج إلى الوقت والجهد، غير أن الإخلاص والجدية والعمل الدؤوب لا بد أن تثمر عاجلاً أو آجلًا، ونذكر فيما يلي نقاطًا تكون نبراسًا عند إعداد الداعيات المخلصات:

  1. يجب على العلماء والدعاة أن يفكروا بكل جدٍّ في إعداد بناتهم وأخواتهم كداعيات قادرات على العمل في الدعوة، والتركيز على بنات العلماء والدعاة وأخواتهم لأنَّ هؤلاء العلماء والدعاة يكون عندهم العلم الشرعي والوعي التام بما يجب على امرأة مسلمة تجاه البيت والأسرة والمجتمع من الدعوة والإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيحصل التعاون التام بين المسلمة الداعية وأهل بيتها لإدراكهم أهمية تكوين الداعية المسلمة وما لها من أثر حسن في المجتمع النسائي.
  2. اختيار الطالبات اللاتي عندهن حماس للعمل للإسلام والمسلمين، وهؤلاء الطالبات سواء كن في المدرسة أو الجامعة أو المعهد أو دور تحفيظ القرآن الكريم، ويركز على من لديهن قدر كافٍ من الذكاء والفطنة، ومن ثم يشجعن على العمل في الحقل الدعوي.
  3. ويختار أيضًا من المعلمات من عندهن حماس للعمل لهذا الدين، ويركز على من لديهن مهارة من المهارات وخصوصًا مهارة الإلقاء، ويوضح لهن ما عند الله من الأجر العظيم للداعية، واستخدام مهارتهن في الحقل الدعوي.
  4. التركيز على طالبات مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وتربيتهن تربية دعوية، وعند إعداد المنهج التعليمي لمدارس التحفيظ يكون هذا الأمر أمام القائمين بإعداد المنهج التعليمي، وأوصي بإقامة دورات دعوية لخريجات مدارس التحفيظ، والتركيز على طالبات مدارس التحفيظ لأنهن عند التخرج قد ختمن حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى، وحافظة كتاب الله هي أفضل النساء فهمًا وتطبيقًا لأمور الدعوة من أهميتها وأساليبها ووسائلها ومجالاتها، فإذا وفق المجتمع النسائي للداعيات الحافظات لكتاب الله سبحانه وتعالى فلا شك في صلاحه وإصلاحه بإذن الله سبحانه وتعالي .
  5. إقامة مدارس ومعاهد الدعوة النسائية على غرار مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ويقبل فيه من البنات من عندهن من الذكاء الكافي والحماس لأجل الدعوة إلى الله، ويؤخذ ميثاقهن من البداية على العمل للدعوة بعد التخرج، ولا يخصص لهن مكافآت لئلا يقبل على مثل هذه المدارس من يقل عندها الإخلاص، ولكن يكافأن حسب إنجازهن وحماسهن في حقل الدعوة وهن طالبات، وتخصص المكافآت والرواتب لمن تتفرغ منهن للدعوة إلى الله بعد التخرج.
  6. نوصي بأن يكون من يقوم بتعليم هؤلاء البنات وتربيتهن تربية دعوية من النساء وليس من الرجال، لأن النساء الداعيات أكثر تفهمًا لقضايا الدعوة ومتطلباتها في أوساط النساء، ولا بأس أن يستفاد من الدعاة بمحاضرة أو كلمة بين حين وآخر مع الستر الكامل.
  7. نوصي أن تكون مواد الدراسة في مدارس الدعوة ليس لها علاقة مباشرة بأمور الدعوة مثل القرآن تلاوةً وحفظًا وتفسيرًا، والحديث رواية ودراية، وفي الفقه المسائل التي تتعلق بالنساء، وتدرس أيضًا في القرآن آيات الدعوة في القرآن الكريم، وأحاديث الدعوة في السُّنة النبوية، ومسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأما باقي المواد فيُختار منها موضوعات تتعلق بالدعوة مثل استخدام اللغة الفصيحة في إلقاء المحاضرات والكتابات، وذلك يتطلب دراسة النحو والصرف والبلاغة، ومن الجغرافيا مثلًا العالم الإسلامي وسكانه وتقاليده وما يحتاج من الإصلاح عقيدة وعملًا.
  8. نوصي عند التربية الدعوية أن تتم هذه التربية تعليمًا وتطبيقًا، فتكلف الطالبة بعد دراستها أسلوبًا أو وسيلة مثلًا أن تستخدمها في البيت أو الجارات أو الزميلات، وبذلك تتم التربية بإذن الله علمًا وعملًا وفهمًا وتطبيقًا، وفي المستقبل لا تكون ممن عندها علم ولكن لا تعرف كيف تعلمه وتدعو إليه.

هذه بعض الوصايا المهمة لإعداد نماذج من النساء القادرات على العمل في الحقل الدعوي، وأسأل الله العلي القدير أن يصلح شباب هذه الأمة ونساءها وأن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد، ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر، إنه سميع قريب

وصلَّى الله وسلَّم على نبيه محمد وآله وصحبه أجمعين.