مقال نُشر في جريدة الجزيرة يوم الجمعة الموافق 2/7/1421هـ.
لقد أصبح العالم اليوم كالقرية الواحدة –هكذا يقولون– ولا شكَّ أن ذلك –بعد فضل الله سبحانه وتعالى– بسبب وجود وسائل الإعلام والاتصال المختلفة التي يزخر بها العالم يوميًّا، فأصبح من الضرورة بمكان أن يوجد صوت الإسلام قويًّا في هذه الوسائل ليصل إلى أسماع المعمورة كلها، وهذا يتطلب من العلماء وطلاب العلم والدعاة المشاركة الفاعلة في هذه الوسائل المتاحة اليوم كلٌّ حسب اختصاصه وميوله ورغباته، ولكن الناظر في هذه الوسائل وبرامجها يجد أن الغالب عليها لا يخدم الإسلام ولا يمت له بصلة، بل إن كثيرًا من هذه البرامج تهدم فضائل الإسلام، وتخدش مكارمه، وتسيء إلى مبادئه.
والمتأمل فيها يدرك أن مشاركة المعنيين من العلماء وطلاب العلم أقل من الواجب، ولعل لقلة هذه المشاركة أسبابًا متعددة، بعضها محل نظر وتأمل، وبعضها تخوفات لا محل لها في الواقع، ومن أهمها ما ينظر إليه البعض من النظرة الشرعية بمعنى أنَّ هذه الوسائل ثبت من خلال برامجها كثير من المحظورات الشرعية فلا يرى خلط المواد الشرعية مع هذه البرامج، وهناك من لا يستطيع المشاركة، بمعنى أنه ليس لديه القدرة على الكتابة إن كانت الوسيلة صحيفة، أو الإلقاء والمشاركة إن كانت مسموعة أو مرئية، وكثير منهم غلبت عليه المشاغل العلمية، كالأبحاث والفتاوى وغيرها، وهناك من يرى أنه ليس أهلًا لذلك، ويوجد رغبة لدى عدد منهم، لكن لا يرون التشجيع المناسب من القائمين على هذه الوسائل، ويتداول بعضهم ما يسمع من بعض المسؤولين عن الصحف من تغيير وتحريف لبعض المقالات، ومن ثم لا يشارك بشيء مما لديه لئلا يغيَّر ما شارك به ويحرَّف.
ولعلِّي في هذه العجالة أقترح ما يلي:
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد.