
الخطبة الأولى
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، المبعوث رحمة للعالمين، بشّر وأنذر، وبلغ البلاغ المبين، صلى الله وسلم وبارك على آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
عباد الله! اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن أجسادكم على النار لا تقوى، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر: 18].
عباد الله! إن من محاسن الإسلام ومزاياه العظام، قيامه بكل إصلاح، إنه ليس عقائد وأخلاقًا فقط! وإنما هو مع ذلك بناء وتنمية وإعداد، فالدين الإسلامي بعقائده وأخلاقه وآدابه وتوجيهاته وحِكَمه وحمايته للحقوق الخاصة والعامة، من أكبر الأدلة على أن تنزيل من حكيم حميد، إذ شرع لهم هذا الدين، الذي لم يبق خيرًا إلا دل وحثّ عليه، ولا شرًَّا إلا حذّر منه، ولا حقًّا إلا أقامه، ولا عدلًا إلا جعل له مسالك وطرقًا يقوم عليها، فهو جامع بين مصالح الدين والدنيا.
ولم يدع شاذة ولا فاذّة من أمر الدين والدنيا إلا وضع لنا فيه منهجًا، يقول أبو ذر رضي اللَّهُ عَنْهُ : «لقد قام رسول الله ﷺ وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علمًا»، ومن ثم فهو دين عطاء وتنمية، وهو دين حركة ونماء.
وإن الحضارة الإسلامية تمارس كل ألوان النشاط البشري التي تؤدي إلى عمارة الأرض من علم وتجارة وصناعة، وتسعى إلى الإنتاج والتنمية في كل أبواب الإنتاج، ولكنها في سعيها كله تلتزم بالحلال، وبالقيم الأخلاقية وبما يقتضيه الإيمان واليوم الآخر من تشكيل للأعمال والسلوك ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77] فكان المسلمون في أجيالهم الأولى أمة نشطة في كل اتجاه، فكانت تجارة العالم في أيديهم، وكانت الصناعة المتاحة للناس في ذلك الوقت مزدهرة في مركز العالم الإسلامي المختلفة، وكانت دور العلم عامرة في كل فرع من فروع المعرفة، من علوم الشريعة وغيرها، وكانت هذه كلها مظاهر حضارية تقوم بها الأمة المسلمة.
عباد الله! هذا هو دين الإسلام، دين القلوب والعقول، دين البناء والإنتاج، دين العمل والتنمية، يسعى لعمارة الأرض والقيام بالاستخلاف فيه، وقد هيأ العوامل لهذا البناء والاستخلاف.
ومن أعظمها وأجلها: الانطلاق والتمسك بالكتاب والسنة في جميع أحواله، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96] ويقول ﷺ : «تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله وسنتي» رواه الحاكم، فالمعيار – ولا شك – في جميع الأمور هو الكتاب والسنة، وقد عملت بذلك الأجيال الأولى من المسلمين، فنقلته إلى عالم الواقع، التزامًا بمقتضيات الإيمان، سواء كان في مجال التصور أو مجال السلوك، فكلما اقتربنا من الكتاب والسنة ومن حياة السلف الصالح رضوان الله عليهم، فنحن متقدمون عقديًا وسلوكيًا كذلك، وكلما تأخرنا عن الكتاب والسنة فنحن متخلفون في مجال العقيدة، وبالتالي في مجال السلوك، وتلك أُولى الحقائق التي ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا عندما نريد السعادة والبناء في المجتمع، ونريد طريق الخلاص، والتي ينبغي كذلك أن نستصحبها معنا دائمًا؛ لكي لا نضل الطريق!
عباد الله! إن من أعظم الروافد والعوامل التي جاء الإسلام بها، والتي أمر بها لتحقيق السعادة والإصلاح في بناء المجتمع المسلم، والتي تحافظ على تماسكه هو التعاون بين أفراده، والاجتماع وعدم الفرقة، فإن من أعظم الأسباب لنمو المجتمع وألزم الوسائل لسعادة الأمة هو وحدتها التي تجعلها كالجسم الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 10] وقال ﷺ : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» رواه البخاري.
فالاجتماع على الحق من أقوى دواعي البناء، فكم عمَّرت به بلاد، وسادت عباد، وانتشر عمران، وتقدمت أوطان، وأسست ممالك، وسهلت مسالك، فهنيئًا لأمة اتحدت، وعلى الخيرات اجتمعت، ففازت فوزًا عظيمًا، وبلغت شأوًا جليلًا، وخلدت لها ذكرًا جميلًا، على صفحات التاريخ بكرة وأصيلًا، وهذا مبدأ عظيم في هذا الدين، فقد آخى الرسول ﷺ بين أصحابه، حتى كان أحدهم يرث الآخر دون قراباته حتى نسخ هذا الأمر، وبذلك كانت نصرتهم على عدوهم، مع قلة عددهم، فدوخوا الممالك، وسهلوا المسالك، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103].
وأما التنازع والتفرق في الكلمة والرأي، فهو سبب الضعف والخذلان والفشل في جميع الأزمان، بل هو مجلبة الفساد ومطية الكساد، ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46] فالويل والثبور لأمة دبت بينهم عقارب الخلاف، وسَرَت فيهم ريح الشقاق، حتى قُضي عليهم بالتشتت والفراق، وما يحصل في بلادنا وبعض بلاد المسلمين من الزعزعة الأمنية في الداخل؛ فهو سبب لهذا التنازع وفك وحدة المجتمع، نسأل الله أن يقينا الشرور والآثام.
أيها المسلمون!
وإن من الأسس الراسخة في بناء المجتمع وتنميته والحفاظ على تماسكه إيثار روح العلم والعمل والبعد عن البطالة والكسل، فلا ريب أن حياة الأمة برجالها العاملين المخلصين لدينهم ومجتمعهم، فالعمل والجد راية الأمان لسعادة المجتمع والأوطان، وسبب لتقدم البلاد ونفع العباد، وقد قيل: «حرفة المرء كنزه»، وقال عمر بن الخطاب رضي اللَّهُ عَنْهُ : «إني لأرى الرجل يعجبني فأقول: هل له حرفة؟ فإذا قالوا : لا، سقط من عيني!».
وإن المتصفح لصفحات التاريخ يجد أن العمل الجاد من أهم دواعي سيادة الأمة الإسلامية على الأمم وترقيها في معارج المجد، ولقد أشار كتاب الله إلى أن سرّ النجاح في هذه الحياة وفي هذه المسيرة الإنسانية العظمى أنه يكمن في مواصلة العمل لا في الجمود والكسل، وفي التزام الصبر لا في الجزع والملل، وفي التوكل على الله بعد اتخاذ الأسباب، وطرق أبواب رزقه التي ليس عليها حجاب، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفًۭا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ ۞ ٱلَّذِينَ صَبَرُوا۟ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۞ وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍۢ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ ﴾ (نعم أجر العاملين، الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون، وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) [العنكبوت: 58-60].
أيها المسلمون!
ومن أسس الحفاظ على تماسك المجتمع وبنائه الثابت ودعائمه الراسخة التي لا ينبغي إغفالها هي الاهتمام بتربية الأبناء والبنات؛ فإن تربيتهم بإذن الله طريق النجاح وسبب الخير والفلاح، بها يرتفع الإنسان من حضيض الهمجية إلى ذروة المدنية، وبها تستنير الأفهام، أما إذا انفصمت عرى هذا المبدأ وتداعمت قوائمه، وتناسى القائمون على التربية شأنها، وأهملوا أمرها، أسرع الفساد إلى أفراد الأمة، وتمكنت من نفوسهم الرذيلة ، وتغلبت عليهم الشهوات السافلة، فسعادة الأمم والمجتمع الإنساني إنما تكون بالتربية الفاضلة، وتهذيب النفوس ودعوتها إلى الخير.
ومصادر التربية كثيرة، ومنها الأم والأب والمعلم والمعلمة والمدرسة والمؤسسة، والأعلام والأقلام، فويل لأمة لم تعتن بأفرادها، والله ما امتلأت السجون ويُتِّم الأطفال واستحكمت حلقات الجهل وانحرف الكثير غلوًا أو تقصيرًا إلا بترك التربية الصحيحة، وإن الشخص الذي يُهمل سيكون أشد من الوحوش الضارية وأحط من البهائم، ومن تربى تربية صحيحة خليقٌ بأن يقود الأمة ويرفعها إلى معارج التقدم والنجاح، ويكون من الداعين إلى إعلاء كلمة الحق ورفع منار الإسلام.
فاتقوا الله عباد الله، وحافظوا على هذه العوامل تسعدوا ويسعد مجتمعكم.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلَّا على الظالمين، أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المتقين وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
أمة الإسلام! ومن أهم أسس البناء وعوامل الخير والعطاء، التي تنهض بالأمة إلى معارج العز والبناء وتحافظ على تماسكه ووحدته؛ هي شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن المسلمين جميعهم جسم واحد، صحتهم الهدى، داؤهم المنكر، ودواؤهم النصح والإرشاد، فإذا لم يأمر الآمرون بالمعروف، وينهى الناهون عن المنكر، لأصبحت الأمة طعمة للآكلين، وفريسة للقانصين، فأسرع إليها الفساد، وحقت عليها كلمة العذاب والشقاء ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌۭ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ۚ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ۞ وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخْتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَـٰتُ ۚ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌۭ﴾ [آل عمران: 104-105].
عباد الله! إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب صلاح المجتمع وحفظه وأمنه، فهو الدرع الواقي من الشرور والفتن، والسياج من المعاصي والمحن، فإن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾ [هود: 117] فلم يقل: (صالحون) فقط، بل قالوا: ﴿ مُصْلِحُونَ﴾، والمصلحون هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وقال تعالى: ﴿لُعِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنۢ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُۥدَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا۟ وَّكَانُوا۟ يَعْتَدُونَ ۞ كَانُوا۟ لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍۢ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا۟ يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة : 78-79] وقد تلا النبي ﷺ هذه الآية على أصحابه فقال: «كلا والله، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد السفيه، ولتأطرنه على الحق أطرًا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم لَيَلْعننكُم كما لعنهم» رواه أبو داود.
فترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبب لتفرق المجتمع واستشراء الفساد فيه، وتعطل مصالحه، وخلخلة الصف فيه.
فواجب على كل مسلم ومسلمة القيام بهذه الشعيرة على حسب استطاعته وموقعه، وبخاصة فيما تحت قدرتهم، من منكرات البيوت وما في حكمها، وعلى كل صاحب علم وقلم وحكمة، أن يقوم بالإرشاد والتوجيه والنصح والسعي في ذلك.
أيها المسلمون!
ومع عظم هذه الشعيرة ومكانتها إلا أنه لا بد مع القيام بها التحلي بصفات تتحقق في فاعلها، فلا بد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والداعية عمومًا أن يتحلى بالعلم، بأن يكون عالمًا بما يدعو إليه وبما ينهى عنه، وإلا كان ضرره أكثر من نفعه، فإنه قد يأمر بما ليس بمشروع وينهى عما كان مشروعًا، كما رفع عن كثير من المخطئين غلوًا وتقصيرًا.
وعليه أيضًا أن يكون رفيقًا، وصبورًا على الأذى وما يواجهه في سبيل الدعوة ونشرها، مراعيًا جانب الحكمة في القول والعمل مبتعدًا عن الغلظة والجفاء والعنف، فثمار ذلك وخيمة، ونتائجه سيئة.
أيها المسلمون!
ومن عوامل البناء الحرص على تماسك المجتمع في أمنه ورخائه، فالإصلاح والتنمية والبناء والدعوة والخير لا يكون إلا في مجتمع آمن، قال إبراهيم عَلَيْهِ السَّلَام: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم: 35] فبيئة التوحيد بيئة آمنة فلنحرص عليها.
أيها المسلمون!
ومن عوامل تماسك المجتمع والحفاظ على وحدته وبنائه التنبه إلى من يقوض أركانه ويفسد فيه التعاون للوقوف ضده صفًا واحدًا أيًّا كان نوع هذا الإفساد حتى لا يفتك السم في هذا الجسم المتماسك، فكما تبحث الأجسام عن الوقاية بالتطعيم فكذلك المجتمعات، وهذا باب من أبواب النهي عن المنكر الذي هو قسيم الأمر بالمعروف.
أيها المؤمنون! ومن أهم عوامل تماسك المجتمع الرجوع إلى الله في كل صغيرة وكبيرة؛ وفي أنفسكم وأهليكم وأحوالكم، والتوبة من الذنوب والمعاصي، فكل واحد في هذا المجتمع مسؤول، ومن مسؤوليته سد الثغرة التي يلج منها الشيطان، فالله الله أن يؤتى المجتمع من ثغوره.
اتقوا الله عباد الله وقوموا بمسؤوليتكم..
وصلوا وسلموا على رسول الهدى ونبينا المجتبى كما أمركم الله جل وعلا في محكم البيان فقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

النصيحة
الخطبة الأولى الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا...

قصة ذي القرنين
الخطبة الأولى الحمد لله غافر الزلات، ومقيل العثرات، يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات، أحمده سبحانه جل وعلا، وأشكره...

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(1)
الخطبة الأولى الحمد لله القوي المجيد، المدبر لخلقه كما يشاء، وهو الفعال لما يريد، أحمده سبحانه وأشكره، أحكم ما خلق،...

التحذير من وسائل الشرك
الخطبة الأولى الحمد لله إقرارًا بوحدانيته، اختص أهل الصدق والتوحيد بصدق معاملته، ومنّ على العاصي بقبول توبته، أحمده سبحانه وأشكره...

شروط الحج وأركانه
الخطبة الأولى الحمد لله على ما خصنا به من الفضل والإكرام، فما زال يوالي علينا مواسم الخير والإنعام، ما انتهى...