رؤية تقويمية

توطئة:

منذ عام 1400 هـ والبلد يمر بأحداث عظام، اشتهر منها: حركة جهيمان، ثم الحرب العراقية الإيرانية، ثم دخول العراق الكويت، وبعدها حركة سبتمبر وما تلاها من أحداث، وآخرها حوادث التكفير نظريًّا والتفجير عمليًّا من جانب، ونشاط الليبرالية من جانب آخر، وآخرها ما أُعلن عنه من اكتشاف الخلايا الثماني وما تنوي القيام به من أعمال تخريبية.

لا شك أن الدعوة في البلد تأثرت سلبًا في الجملة بتلك الأحداث، اتحدت مواقف العلماء تجاه هذه الأحداث ولم تختلف بناء على أصولهم الشرعية، وفي المقابل تعددت واختلفت مواقف الدعاة إلى هذه الساعة:

  • فمنهم منكر لهذه الأحداث ولكنه صامت وهؤلاء كثيرون.
  • ومن منكر لها ومتحدث، مع تنوع أنواع الحديث، وهم قليلون.
  • ومن متردد بين أصوله الشرعية وبين المؤثرات الأخرى.
  • ومنهم من هو متأثر بالساحة.

وهذا التنوع أفرز عدة أمور:

  1. خلخلة القناعة بالموقف الفكري.
  2. تنوع المواقف حسب المناسبات والمجالس.
  3. سرعة التأثر بما يُطرح ويُرى.
  4. لم يتضح موقف لدى جميع المتابعين بأصنافهم مما يجرهم إلى تصنيفهم مع المعارضة.
  5. عدم الثقة في رأيهم.
  6. انفصال بين المشايخ والدعاة والشباب.
  7. عدم ظهور نتاج فكري بيِّن واضح.
  8. تباين بين من له صلة بالقرار، وبين الآخرين في المواقف.
  9. عدم أخذ رأي الدعوة من قبل الآخرين.
  10. عدم المشاركات الإيجابية الفاعلة مع المؤسسات الرسمية والمؤسسات غير الرسمية. ومن ثم: لا يُبحث عن رأيهم، بل لم يكن لهم رأي معتبر لدى شبابهم –في الجملة– فوقع الشباب في البحث من هنا وهناك.

ومن هنا: لزم إعادة النظر للانطلاق في واقع عملي منبثق من القناعات الشرعية والفكرية، ويُتَّخذ هذا الموقف ما يلي:

  1. تحرير الموقف نظريًّا وما ينبغي أن يعمل عمليًّا، فالقضية خطيرة ومتطورة ومنتشرة.
  2. إيضاح الموقف الفكري بالبحث الشرعي المؤصل، ويتخذ لذلك الوسائل العلمية المناسبة.
  3. اتخاذ وسائل عملية واضحة لتوضيح هذه المواقف، ومنها:
  •  المنابر الإعلامية الفضائية وغيرها.
  •  المنابر الخطابية.
  • المقترحات للمسؤولين.
  • الكتابة في الصحف.
  • المجالس.
  • المنتديات كالأحديات وغيرها.
  • إيجاد قنوات اتصال مع الآخرين للمناقشة في الموقف والإقناع وغير ذلك.
  • البحث عن مصادر النفوذ في كل قضية للتفاعل الإيجابي معه.
  • الجدِّية ثم الحدية، بعدم انفصال الشخصية الدعوية عن الشخصية الحياتية حتى لا تفاجأ الدعوة والبلاد والعباد بما لا يُحمد عقباه. والله أعلم.