
من سمات هذا الدين أنه يُربي في النفوس المعاني الكبيرة بحيث يكون هذا المسلم كالنخلة، تنفع أينما غُرست، وكل ما فيها نفع لغيرها، كما ثبت ذلك في حديث متفق عليه عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْـمُسْلِمِ فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ الله: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ، ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ».
وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ [إبراهيم:24]: «إنَّ ذلك عبارة عن عمل المؤمن، وقوله الطيب، وعمله الصالح، وإنَّ المؤمن كشجرة من النخل لا يزال يُرفع له عمل صالح في كل حين ووقت وصباح ومساء». والمسلم كذلك نافع لنفسه يجلب الخير لها، ونافع لغيره، هكذا يربي الإسلام أتباعه، لا حقد ولا حسد، ولا أنانية ولا بغضاء، بل محبة وإخاء، ومودة وتراحم، وصلة وصدقة، وبر وإحسان. ومبادئ الإسلام وأركانه تنمي في النفوس هذه المعاني العظيمة.
والحجُّ أحد هذه المبادئ حيث تظهر فيه هذه المعاني بوضوح، بل هي هدف من أهدافه التي نصَّ عليها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، فقال سبحانه: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ۞ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 27، 28]، فالحج كله منافع دنيوية ومنافع أخروية.
وفي الحج يجتمع عدد كبير من المسلمين في تلك البقاع الطاهرة، ليؤدوا ركنًا من أركان الإسلام، بهيئة واحدة، وحركة جماعية واحدة، متجهين لرب واحد، تذوب فيه الفوارق اللونية والقبلية والعرقية والحدود الجغرافية، والمناضلات البشرية، الرئيس مع المرؤوس، والغني مع الفقير، والكبير مع الصغير، والأعجمي مع العربي، وفي الحديث الذي رواه الترمذي عَن ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الله قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا، فَالنَّاسُ رَجُلانِ: بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى الله، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى الله، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ الله آدَمَ مِنْ تُرَابٍ، قَالَ الله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾» [الحجرات:13].
هكذا ينصهر الجميع في بوتقة هذا الدين الحنيف ليؤدوا هذه الشعيرة العظيمة، وهنا تتجلى منافع العباد بعضهم لبعض بصور عظيمة وكبيرة وظاهرة، ومن أهم ملامح هذا النفع المتعدي:
النفع العلمي والدعوي، فيعلِّم العالم غيره أحكام الحج وآدابه وصفته بخاصة، وأحكام الدين وتعاليمه بعامة، ابتداء بالعقيدة والتوحيد، بأساليب مباشرة أو غير مباشرة، يعلِّم من معه في حملته أو مجموعته ويعلِّم غيرهم بما يفقهه من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فالجميع جاء باذلًا ماله وجهده، متفرغًا عن الـمشاغل أداءً لهذه العبادة، فليستغلها مَن عنده شيء من العلم ببثه ونشره ليضاعف له الأجر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِن الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا»، ويجدها كل مسلم فرصة ليسمع ويتعلم. وفي المسلمين بعض الجهل، وشيء من التقصير والخلل، وهفوات وزلات، والحج فرصة للدعاة للتصحيح والتقويم، والبيان والتبيين والدعوة والتوجيه، فما اجتمع الناس بمثل ما اجتمعوا في الحج، ومن الدعوة والتعليم النصيحة، وإلقاء الكلمة على الحملة، وتوزيع الكتاب النافع، والشريط المفيد، واللوحة الهادفة، والمطوية المختصرة وغيرها مما يستطاع، فعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قُلْنَا: لِـمَنْ؟ قَالَ: «لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْـمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».
النفع المادي، بأن ينفع المسلم أخاه، ففي الحجاج فقير ومسكين، ومحتاج وابن سبيل، وجائع وعطشان، وفيهم صديق وحميم، ففرصة أعظم بها من فرصة لمد يد العون والمساعدة، فيساعد المحتاج، ويتصدق على الفقير والمسكين، ويواسي الضعيف، وينفس عن المكروب، ويروى العطشان، ويشبع الجائع، ويهدى للقريب والصديق فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ الله عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».
قد تحمَّل الحاج نفقات الحج، وقد تكون باهظة، فليكن الحج مقبولًا بحمل شيء من النفقة للبذل والعطاء والصدقة والهدية، ولسنا بحاجة لعرض النصوص المرغبة في الإنفاق، ولكننا نذكر هنا أنه اجتمع للحاج شرف الزمان والمكان والحال، تتضاعف الأجور أضعافًا مضاعفة ما لا يتخيله منفق بذل شيئًا من ماله، ففي الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ -وَلا يَصْعَدُ إِلَى الله إِلا الطَّيِّبُ- فَإِنَّ الله يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْـجَبَلِ»، فأين من يعي ذلك ليبادر وينافس.
النفع البدني، والحج كله عمل وحركة، وجدٌّ ونشاط، طواف وسعي، وقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة ومنًى، ورمي للجمار، حركة دؤوبة، فما أعظمها وأجلَّها، والحاج يستشعر أن جميع هذه الخطوات لله سبحانه وتعالى، عبادة وقربة. وتعظم هذه الخطوات وتتضاعف عند مساعدتك لضعيف، أو حمل له في سيارتك، أو مساعدته بحمل متاعه، أو توصيل طلبات له، أو دلِّه على مكانه ومقر خيمته، أو إسعافه حال إصابته، وهنا نهمس في أذن كل عامل في الحج، ساهر على الحجاج، باذلٍ وقتَه، ابتداءً بولاة الأمر في هذا البلد المبارك -وفقهم الله وسدد خطاهم- إلى جميع العاملين -وزراء ومديرين، وعاملين ومنفذين، أطباء وممرضين-، وإلى كل جندي لابس زيه، واقف على قدميه، أو ممتطٍ مركوبه، ينظم ويرشد، هؤلاء وأمثالهم ومن اقتدى بهم من العاملين من المسلمين حجاجًا وغير حجاج، أهمس في أذنهم ليستشعروا عظم الأجر والثواب إذا احتسبوا هذه الجهود البدنية المبذولة في سبيل الله ﷻ وخدمة للحجاج والمعتمرين، فهنيئًا لهم بذلك، وفي الصحيحين من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالْـجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ. فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا. قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ» وفي رواية: «وإرشاد السبيل» وفي رواية أخرى: «وتغيثوا الملهوف، وتهدوا الضال».
وهناك نفع عظيم آخر، بل ومنافع أخرى تتجلى في صور كثيرة: إبداء رأي أو اقتراح نافع على مستوى حملة حج أو وزارة أو مؤسسة ونحوها و«الدين النصيحة». وحمل همِّ الحجاج وغيرهم من المسلمين، فههنا تسكب العبرات، ويناجى رب البريات، على صعيد عرفات، في صبيحة مزدلفة، وبعد رمي الجمار، وفي الطواف والسعي، يدعو الحاج لنفسه ولمن له حق عليه من الوالد والولد، والزوجة والقريب، وولاة الأمر والعلماء، والمجاهدين والمستضعفين، وجميع المسلمين في كل مكان، فعن أُمِّ الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَيِّدِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: «مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْـمَلَكُ الْـمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ»، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ الله ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «الْـحُجَّاجُ وَالْعُمَّارُ وَفْدُ الله إِنْ دَعَوْهُ أَجَابَهُمْ وَإِنْ اسْتَغْفَرُوهُ غَفَرَ لَـهُمْ»، وعَن ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ ﷺ فِي الْعُمْرَةِ فَأَذِنَ لَهُ وَقَالَ لَهُ: «يَا أُخَيَّ أَشْرِكْنَا فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِكَ وَلا تَنْسَنَا»، وعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ صَفْوَانَ قَالَ: -وَكَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَةُ أَبِي الدَّرْدَاءِ- فَأَتَاهَا فَوَجَدَ أُمَّ الدَّرْدَاءِ وَلَمْ يَجِدْ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَقَالَتْ لَهُ: تُرِيدُ الْحَجَّ الْعَامَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَادْعُ الله لَنَا بِخَيْرٍ فَإِنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: «دَعْوَةُ الْمَرْءِ مُسْتَجَابَةٌ لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ يُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِ كُلَّمَا دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ قَالَ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلِهِ» قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى السُّوقِ فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَحَدَّثَنِي عَن النَّبِيِّ ﷺ بِمِثْلِ ذَلِكَ.
كفُّ الشر عن المسلمين، فقد لا يستطيع الحاج الدعوة ونشر العلم، ولا البذل والإنفاق، وليس عنده القدرة لينفع ببدنه فلا أقل من أن يكف الشر عن إخوانه المسلمين؛ فلا يغتبْ مسلمًا ولا يشتمْ آخر، ولا يتعدَّ على ثالث، يغض بصره، ويحفظ سمعه، ويستغل وقته بما يفيده، فهذه صدقة منه على نفسه، ففي الصحيحين عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِالله وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ». قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «أَعْلاهَا ثَمَنًا وَأَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا». قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: «تُعِينُ ضَائعًا أَوْ تَصْنَعُ لأَخْرَقَ». قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: «تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ تَصَّدَّقُ بِهَا عَلَى نَفْسِكَ». هذه صور وأمثلة لإظهار النفع المتعدي للآخرين حال أداء هذه الشعيرة، فليكن المسلم الحاج كريمًا مع نفسه لينفعها وينفع الآخرين بجميع هذه المجالات أو ببعضها، كلٌّ حسب استطاعته وقدرته، قارنًا جميع هذه الأعمال بالقصد الحسن والنية الطيبة التي قادته لأداء هذه الشعيرة.
حقَّق الله الآمال، وأعان ووفق، وسدد وأثاب، وصلَّى الله على نبينا محمد وعلى الآل والأصحاب، ومن اقتدى بهم وسار على السُّنة والكتاب إلى يوم المصير والمآب.

حديث ابن عمر رضي الله عنه في محظورات الإحرام
يقول البلاغيون: إنَّ لكل مقام مقالًا، ولكل حدث حديثًا، وهذا العدد من مجلة الإرشاد يصدر في أيام الحج، فالمقام الحج،...

حديث ومعنًى: كل عمل ابن آدم يضاعف
مجلة الإرشاد للحرس الوطني عدد رمضان 1423هـ. يصدر هذا العدد المبارك من مجلة الإرشاد في هذا الشهر المبارك، والمسلم يتطلع...

جهاد المرأة: حديث ومعنًى
حديثنا هذا العدد يدور حول جهاد المرأة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلتُ: يا رسول الله!...

حديث ومعنًى: فضائل تنفيس الكروب وآثارها
الحمد لله المنعم، والصلاة والسلام على النبي المعلِّم، صلَّى الله عليه وآله وسلم، وبعد: فهذه وقفات مع حديث «من نفَّس...

حديث ومعنًى: «حقوق المسلم الستة»
روى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:...