
قال النووي: «اعلم أنَّ الإفتاء عظيم الخطر، عظيم الموقع، كثير الفضل لأنَّ المفتي وارث الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وقائم بفرض الكفاية، ولكنه معرض للخطأ، ولهذا قالوا: المفتي موقع عن الله تعالى».
مَن له حق الفُتيا؟ ما صفات المفتي وشروطه؟
شرط المفتي أن يكون مكلفًا، مسلمًا، ثقةً، مأمونًا، متنزهًا عن أسباب الفسق وخوارم المروءة، فقيه النفس، سليم الذهن، رصين الفكر، صحيح التصرف والاستنباط، متيقظًا، سواء فيه الحر والعبد، والأعمى والبصير. ومن آداب المفتي: أن يكون ظاهر الورع، مشهورًا بالديانة الظاهرة، مطبقًا لما يعلم. ويلحظ في الوقت الحاضر كثرة المفتين والتساهل في الفتوى بل وصل الأمر إلى وجود ظاهرة: ضرورة التساهل في الفتوى، والتعليق على ذلك هو:
يحرم التساهل في الفتوى.
ومن التساهل: ألا يتثبت، ويسرع بالفتوى قبل استيفاء حقها من النظر والفكر.
ومن التساهل: تتبع الحيل المحرمة أو المكروهة.
ومن التساهل: التمسك بالشبه طلبًا للترخُّص لمن يروم نفعه، أو التغليظ على من يريد ضره.
قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء:36].
وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ [النحل: 116].
انتشر في بعض القنوات الفضائية آراء غريبة كالدعوة إلى الاختلاط بين الرجال والنساء، كيف ترون سبب وجود مثل هذه الفتاوى؟ وما تعليقكم على ذلك؟ يرجع هذا الأمر إلى عدة أسباب، منها: الجهل بشريعة الله ﷻ، الأغراض الفاسدة، التأثُّر بالمجتمعات المعاصرة، عقدة النقص في نفس المتكلم، عدم الاعتزاز بدين الله، الاعتماد على العقل والتأويل.
ولا شكَّ أن هذا خطر عظيم، وإثمه كبير وبخاصة إذا كان مع العلم، وقصد المخالفة، قال ﷺ: «قاضيان في النار، وقاض في الجنة».
نسمع في الآونة الأخيرة ضرورة مسايرة الواقع، فالذي لا يساير الواقع يوصف بالجمود، مثل إباحة الغناء والتساهل فيه، ما آثار هذه الأطروحات؟ هذا كلام لا ضابط له، وأي واقع يراد مسايرته؟ الفتوى الشرعية لها ضوابطها وأصولها، ويجب أن تُبنى على الأصول الشرعية من الكتاب والسُّنة، والإجماع والقياس، ولم نجد منذ عصر الرسول ﷺ إلى يومنا هذا من ضوابط الفتوى: مسايرة الواقع.
ثم إن مثل هذه الدعاوي لها آثار خطيرة، ومنها: تسليم الشريعة إلى أهواء الناس وأمزجتهم، اختلال الضوابط الشرعية، مصادمة النصوص الشرعية، إلى آخره. أما ما ذكرته مثالًا على ذلك (الغناء) فقد ثبتت حُرمته في الكِتاب والسُّنة النبوية.
عفوًا، هناك فتاوى سايرت الواقع، مثل: تجويز الربا اليسير، إباحة أكل المصعوق –بمعنى غير المذبوحة ذبحًا شرعيًّا– ما رأيكم في تتبع مثل هذه الفتاوى من قبل المستفتي وعمله بها؟ وما دور طالب العلم تجاه مثل هذه الفتاوى؟ المسلم عندما دان لله تعالى بهذا الدين أسلم وجهه لله. والله جل وعلا حمله بتكاليف، أرسل له رسله وأنزل كتبه لبيانها، وما جاء من عند الله يجب على المسلم أن يقول له: سمعنا وأطعنا. وبناءً على ذلك فتتبع مثل هذه الفتاوى خروج عن هذا المنهج: «الحلال بيِّن». ودور طالب العلم: البيان، والتوضيح، والتحذير، والإنذار.

حديث ابن عمر رضي الله عنه في محظورات الإحرام
يقول البلاغيون: إنَّ لكل مقام مقالًا، ولكل حدث حديثًا، وهذا العدد من مجلة الإرشاد يصدر في أيام الحج، فالمقام الحج،...

حديث ومعنًى: كل عمل ابن آدم يضاعف
مجلة الإرشاد للحرس الوطني عدد رمضان 1423هـ. يصدر هذا العدد المبارك من مجلة الإرشاد في هذا الشهر المبارك، والمسلم يتطلع...

جهاد المرأة: حديث ومعنًى
حديثنا هذا العدد يدور حول جهاد المرأة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قلتُ: يا رسول الله!...

حديث ومعنًى: فضائل تنفيس الكروب وآثارها
الحمد لله المنعم، والصلاة والسلام على النبي المعلِّم، صلَّى الله عليه وآله وسلم، وبعد: فهذه وقفات مع حديث «من نفَّس...

حديث ومعنًى: «حقوق المسلم الستة»
روى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول:...